وِدادي
___________
لا تَحْـسبـــي يَــومًــا نِـسيــت وِدادي
أعلـمُ أنّـكِ تَرقبـي لِحُـروفي ومِدادي
حَسْنـاءُ إليْهـا تَشـدو مُنيَتـي ومُرادي
لَـمْ يَبقـىٰ سِـوىٰ شَـوقٌ يُنازِعُهُ عِنادي
أكْتمُ فـي الحِشـا وفـي القَلبِ حبكم
حَتّىٰ خَشيتُ عليكُم في الهوىٰ حُسّادي
إنّــي مغْـرمٌ لَن أنسى يومًــا هَواكُـم
مِن هواكُم كيفَ السبيلُ وبِحبكُم أصْفادي
قَد أدمىٰ جُفوني وماطابَ فُراقكم
زَفَــرنـا الآه ولا زار المنَـام وُســادي
رغْم البُعادِ وهجْرِكُم لمْ أحْمِل لَكم
غيرَ مَحبّـةٍ بِـالقلْبِ والوفـا بِفُـؤادي
طالَ لي هَجرُكُم وطالَ عنّي نأيُكُم
والنَّــأي أمْســـىٰ مُتعَبًــــا بتَمــــادي
مَهمــا باعَـدتنــا الأمْيــــال عنْهُـــم
كيْفَ الوصالُ والشَّوقُ مسْرَجه جِيادي
حَنينـي يهْفو إليْها كلَ يومٍ يَشُدُّنـي
والشَّـوقُ يَفضَـحُ أحْـرفي ومِــدادي
الرُّوح مِـن بَعْـد هَجْرهِم لَحِقَت بِهم
والجِسْمُ يَطوي اللَّيالي بَعْدهُم بِسُهادي
سَـلامًـا للَّتـي تَــدري بِأنَّهـا مُعَـذِّبتـي
ألا بِـاللَّــــهِ تَــــردي لِـــي فُـــــؤادي
لَعَــلَّ ذاتَ يَـــوْمٍ لِلَّـــذي قَـــد نَــأى
يَعــــودُ لِحُضنــــي يَمُـــدُّ الأيـــادي
كَـم تُنــادى باسْمِـكِ الأشْعــارُ حُبًّــا
أيْنَ الحُبُّ والعِشْقُ مِن ذاكَ التَّنادي؟
::
بقلم : علي أحمد أبورفيع
(إبن الباديه أبورفيع)