من ديوان( أقلامي وآلامي.2 )
يد الفلاح.
سحرُ النفوسِ ومنعشُ الأرواحِ
حقلٌ تزينُهُ يدُ الفلاحِ
حلوٌ ملونُ مثلُ خاطرةِ المُنى
متبسمُ الغدواتِ والأصباحِ
فيهِ الجمالُ مصورٌ لمْ تُخْفِهِ
دنيا الأسى ومرارةُ الأتراحِ
حيثُ الطبيعةُ في أرقِّ فصولِها
دوماً تجودُ بجلوةِ الأفراحِ
وشّى الربيعُ لها روائعَ حسنِها
فبدتْ بمشرقِ لونِها الوضاحِ
رقَّتْ حواشيها فكلُّ خميلةٍ
تزهو بلونٍ فاتِنٍ لمَّاحِ
نثرتْ على تلكَ الرُّبى ما شاقَها
مِنْ نرجسٍ وبنفسجٍ وأقاحِ
هذا يلوحُ بثغرِ ضاحكةِ الصِّبا
ويفوحُ منهُ بعاطرٍ نفَّاحِ
وكأنَّ سِلسَالَ الجداولِ حولَها
سحرٌ يفيضُ على خدودِ مِلاحِ
رقصَ الغديرُ لها وراحَ مصفقاً
ينسابُ بينَ خمائلٍ وبطاحِ
وعلى جوانبِها الغصونُ تمايلتْ
تختالُ بينَ الوردِ والتفاحِ
رفَّ النسيمُ على ذوائبِها ضُحىً
فاستقبلتْهُ بعطرِها الفَوَّاحِ
والأفقُ مثلُ صحيفةٍ قدْ حُبِّرتْ
بروائعِ الألوانِ والألواحِ
وعرائشٌ بينَ المروجِ تعانقتْ
أطرافُها وتزيَّنتْ بوشاحِ
وكأنَّها فوقَ التلالِ مطلّةٌ
خضرَ العمائمِ في مهبِّ رياحِ
والطيرُ تمرحُ في الرياضِ فلا ترى
إِلَّا جناحاً عالقاً بجناحِ
رقصتْ على العُشبِ النديِّ وصفقتْ
من حالمٍ ثملٍ وآخرَ صاحِ
تشدو فصَدَّاحٍ يرتِّلُ لحنَهُ
طرباً بجنبِ مرتلٍ صَدَّاحِ
والكرمُ ينشرُ في المروجِ ظلالَهُ
صبحاً ويطوي الليلَ في الأقداحِ
سكرانُ وهو السُكرُ فوقَ عروشِهِ
والراحُ فيهِ ومنهُ صفوُ الراحِ
هذي الطبيعةُ والمنى مجلوَّةٌ
فيها بكلِّ معطرٍ فيّاحِ
فيها جمالُ اللهِ شاعَ فليلُهُ
منهُ جمالُ الشمسِ كلَّ صباحِ
ماأفصحتْ بالحسنِ عنْ اسرارِها
إِلَّا لتُعجِزَنا عنْ الإفصاحِ.
مها يوسف نصر.
البحر الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق