* دمعة مصطنعة
قصة بقلم
الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
☆▪︎▪︎▪︎
تطهو لحوم الصغار " الأجنة في الأرحام " في قدرٍ كبير مع عددٍ لا يستهان به من حبات البصل تتعاطفُ مع نشرة الأخبار التي تذيعُ احتراق دور الحضانة بما فيها من أطفال ، في مكانٍ آخر تجد أن مدرسة قد إنهارت على رؤوس صغار في المرحلة الإبتدائية دُهِست أفئدتهم و أجسادهم و أدمغتهم تحت الركام تتحدثُ لجارتها العنيدة عن توالي تلك الأخبار الحزينة ، بينما تحركُ محتويات القدر من سيقان و لحوم لم تفصلها عن بعض كونها قطعاً صغيرة في الأصل تتذوقُ المرقة التي تحتاجُ إلى الملح بيد أنها تقول :
- لا بأس هذا يفيدُ ارتفاع الضغط . تقترب الإبنة لتشتم الرائحة يبدو أنها تشعر بالجوع ، فتؤكد الأم أنّها لم تنضجْ بَعْدُ .
الإبنة تكشف غطاء القدر لتتذوق بنفسها سيقاناً شبه مطهوّةٍ ، عنفتها الأم بنظرة حادة و كأنها تقول :
- ألم أقل لكِ !
يتقدّم الابنُ على المنوال ذاتِهِ . .
تقول في ذاتها :
- بيت عنيد و جارة عنيدة لا أحد يحس بالآخر . .الصغار يتعرضون لشبه إبادة غرقاً و حرقاً و دهساً و هؤلاء يفكرون في بطونهم .
كفكفت دمعة مصطنعة :
- أين الإنسانية ؟ ! مرَّرَتِ المنديلَ على الخَدِّ لِتَمْسَحَ دمعةً مصطنعةً !
تتعاطف مع نشرات الأخبار و مواقع التواصل الإجتماعي ! بينما تقترف الذنب تطهو مالا يصدقه العقل ! !
ثمة مَنْ تترقرق دمعتهم مع الأفلام و نشرات الأخبار يشعرون أو يتظاهرون بالتعاطف إزاءها ، بارعون في الإرشاد و النصح بينما لا يتعدى الأمر شعارات فارغة دون أي تفهم أو شعور بالآخر بالأخص عندما يتعارض الأمر مع المنفعة الشخصية . . قمة التناقض ! !
الجرائم التي استنكروها يقدمون على اقترافها بدم بارد ! !
الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق