الأربعاء، 23 فبراير 2022

خاطرة ُ الصباح : 23/02/2022 : سُورَة ُ الحجراتِ أوامرٌ ونواه ٍ: آدابُ سورةِ الحجراتِ(5 من 10) : بحثٌ وإعداد بقلم : حسين نصر الدين

 


خاطرة ُ الصباح : 23/02/2022 :

سُورَة ُ الحجراتِ أوامرٌ ونواه ٍ: آدابُ سورةِ الحجراتِ(5 من 10) : بحثٌ وإعداد بقلم : حسين نصر الدين . (النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة من مصادِرِها . أولاً : الرد على سؤال السائل الكريم عن أنه لو أنهم(أي الأعراب) قالوا يا رسول الله بدل ندائهم باسمه ، هل سيكون فعلهم مُستساغاً ؟، أم أنَّ المسألة تتعلق بمناداتِه من وراءِ الحجراتِ ، فرسول الله صاحب الإسم الجميل ولا غضاضة على من ناداه باسمه  اللهم إلا أن يكون هناك نهياً صريحا ً من كتاب ٍأوسنةٍ عن مناداتِه باسمه ، وإلا فهذا تحميل للآية ما لا تحتملُ  .أقولُ وبالله التوفيق أنَّ النهيَ في الآية ِ الكريمة مُنْصَبٌ عن غلظةِ الأعرابِ في مناداتهم لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأتى القرآن بكيفية مناداتِهم له ، النهي عن أنهم لم ينتظروا حتى يخرجَ إليهم أي من الحجراتِ . وهو اسم السورة الكريمة .ولمْ تذكرْ الآية الكريمة عن مناداتِه برسولِ الله بلْ أتتْ بما كانوا يفعلونه ، وهذا من فهْمِنا لشرحِ الحافظِ بن حجرٍ .

(سُورة ُ الحجراتِ سُورة ُ الأخلاقِ " حُسْنُ الظنِ بالناس ، وعدم الظلمِ) "أ" :

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ الحجرات:الآية 6 ، ففي هذه الآية أدب من الآداب المشروعة بين الناس بعضهم مع بعض في نقل الأخبار وأن التثبتَ أمر ضروريٌ ، يقول الحافظ ابن كثير: "يَأْمُرُ تَعَالَى بِالتَّثَبُّتِ فِي خَبَرِ الْفَاسِقِ ليُحتَاطَ لَهُ ؛ لِئَلَّا يُحْكَمَ بِقَوْلِهِ فَيَكُونَ  فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَاذِبًا أَوْ مُخْطِئًا ، فَيَكُونَ الْحَاكِمُ بِقَوْلِهِ قَدِ اقْتَفَى وَرَاءَهُ ، وَقَدْ نَهَى اللَّهُ عَنِ اتِّبَاعِ سَبِيلِ الْمُفْسِدِينَ ، وَمِنْ هَاهُنَا امْتَنَعَ طَوَائِفُ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ قَبُولِ رِوَايَةِ مَجْهُولِ الْحَالِ لِاحْتِمَالِ فِسْقِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، وَقَبِلَهَا آخَرُونَ لِأَنَّا إِنَّمَا أُمِرْنَا بِالتَّثَبُّتِ عِنْدَ خَبَرِ الْفَاسِقِ ، وَهَذَا لَيْسَ بِمُحَقَّقِ الْفِسْقِ لِأَنَّهُ مَجْهُولُ الْحَالِ .ولقدْ وصفه الله أي ناقل الخبر بالفاسقِ ، وأي وصفٍ هذا ؟ ، هل ْ نأخذُ بكلام الفاسقِ .؟ للأسف الشديد هذا ما يحدثُ الآن بيْننا وخاصة ً خلف َ هذه الشاشات الأليكترونية الزرقاء التي يعتبرها الكثيرون وهمية ً زائفة ً لكني أعتبرها صادقة ً غاية ً في الصدقِ لأنَّها تكشفُ ما وراءها ومنْ يكتبُ على أزرارِ لوحةِ المفاتيح ِ لديْه سواءً أزرار هاتف محمول أو جهاز لاب توب أو كمبيوتر ، وتُنْبِئُ عن ما وراءَ الشاشةِ ، وتُبينُ أخلاقَه بل وتربيتَه وسلوكَه ، وما نمط البيئة التي تربَّى فيها ، والأسرة التي نشأ في كَنَفِهَا ، والمدرسة التي تعلم فيها والشارع الذي لعبَ فيه ، بل تُوضحُ أيضا ً ميولَه الاجتماعية وألوانَ الطيف السياسي والاجتماعي والطائفي لديْه ، كل هذا .؟ نعم كل ُ هذا يظهر من خلالِ بضعة ِ كلمات ٍ ينقرُ بها على أزارِ لوحةِ المفاتيح لديه،وكأن هذه اللوحة هي أشهر أطباء نفسيين ، كما عَدَّ الله عزَّ وجلَّ منْ يستمع لكلام الفاسِقِ دون أن يتَبيَّن َ بالظلمِ لأنه سيصيبُ قوماً بجهالة ٍ أي دون َ حقٍ ودون مبررٍ ، وبحمقٍ ، وسيكون جزاؤه الخُسْرَان والندم على فِعْلَتِهم الشنعاء ِ، يوم لا ينفعُ الندم ، وسيلتقيَان أي الظالم والمظلوم ومعهما الفاسق الذي تسببَ في هذه المظلمة يوم العرضِ على الله حينما تلتقي الخصوم على الصراطِ المستقيم .

وهذا من الآداب التي على أولي الألباب التأدب بها واستعمالها ، وهو أنه إذا أخبرهم فاسقٌ بخبرٍ أن يتثبتُوا في خبرِه ، ولا يأخذوه مُجردًا ، فإن في ذلك خطرًا كبيرًا ، ووقوعًا في الإثمِ ، فإنَّ خبرَه إذا جُعِلَ بمنزلةِ خبرِ الصادق العدلِ ، حُكم بموجبِ ذلك ومُقْتَضاه ، فحصلَ من تلفِ النفوس ِوالأموالِ ، بغيرِ حقٍ ، ناهيك َ عن الضرر النفسي الذي يُحدثُه الظلم بسببِ خبرٍ كاذب ٍ من فاسق ٍ ، وبسبب ذلك الخبر ما يكون سببًا للندامةِ ، بل الواجب عند خبر الفاسق ، التثبت والتبين ، فإنْ دلتْ الدلائلُ والقرائن ُعلى صدقِهِ ، عمل به وصدق ، وإن دلتْ على كذبه ِ، كذب ، ولمْ يُعملْ به ، ففيه دليلٌ ، على أنْ خبرَ الصادق ِمقبولٌ ، وخبرَ الكاذبِ ، مردودٌ ، وخبرَ الفاسق ِمتوقف ٌفيه ، وللحديثِ بقية سنأتي على حديثٍ قُدْسيٍ عن تحريم الظلمِ ، إذا كان في العمرِ بقية . ونشكركم على حسن المتابعة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...