حوار مع أبي تمَّام
........................
ما أَوهَن السَّيْفَ! إِنْ يستفحل الكَذِبُ
وَأَصدقُ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَكذب العرَبُ
وأشجعُ الشعرِ إذ ما قالَهُ رَجُلٌ
مِنَ الغِلاظِ يُسمَّى جَدُّهُ رَجَبُ
يبوحُ شِعراً بلا خوفٍ ولا وَجَلٍ
عافَ البلاطِ لِمَن في فِكرِهِ نَصَبِ
وَقِمَّةُ الذلِّ أن تختالُ أُمَّتُنا
في نَصرِ ( معتصمٍ) والقدسُ تنتحِبُ
تسعونَ ألفاً لعمُّورِيَّةَ اندفعوا
من أجلِ دمعةِ أُنثى مَسَّها كَرَبُ
واليومُ في نصفِ مليارٍ وما انتفضوا
لدمعةِ القدسِ والحكامُ ما غضبوا
خمسٌ وسبعونَ عاماً والنساءُ هنا
يصرُخنَ : (وآعرباهُ) العِرضُ يغتصَبُ
تبت أياديهمُ تَبَّاً وأرجُلِهُم
لم يغنِ عنهُمُ ما ابتزوا وما نهبوا
ماذا أقولُ وَشِعري ليس يُسعِفُني
في أُمَّةٍ حَطَّ في أكتافِها جَرَبُ
حّكَّامُنا فقدوا الإحساسَ مِن زَمَنٍ
إن يفسدُ الرأسُ ماذا ينفعُ الذنبُ
ما أقبحَ النصرِ!! إن كانَ المُرادُ بِهِ
قتلَ الشعوبِ وما في القتلِ ما يجبُ
سيوفهم صُقِلت في نَحرِنا عَلَناٌ
وَسيفُهُم في نِزالِ المعتدي خَشَبُ
اليومَ عُذراً غدا الأعداءُ سادتُنا
وَقادةُ الحزمِ للتطبيعِ قد هَرَبوا
بترولهم ملأ الدنيا بِأجمعها
وطفلةُ الشامٍ تحتَ الثلجِ تضطرِبُ
صُندوقُ(وَضَّاح)أخفى قبحِ عورتِهِم
وَبِالأسيدِ يُذابُ اللومُ والعَتَبُ
ما عادَ شعرُ أبي تَمَّامَ يَشحَنُهًم
فما استثاروا وما هَبُّوا وَما وَثَبُوا
(حبيبُ) جٍئتُ من الفيحاءِ يحمِلُني
نهرُ الفراتِ -إلى بغدادَ- والأدَبُ
دِمَشقُ تبكي وَفي الشهباء مَنهَلُها
والدمعُ في منبجَ الزوراء ينسكِبُ
زَرعتُمُ القتلَ والإرهابَ في وطني
والطائفيةَ...شكراً أيُّها العَرَبُ
_______________
بقلمي
أبو مظفر العموري
(رمضان الأحمد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق