الاثنين، 7 فبراير 2022

مشيئة ُ الله تنفذُ ) : بحثٌ وإعداد : حسين نصر الدين

 خاطرة ُ الصباح : 07/02/2022 :

(مشيئة ُ الله تنفذُ ) : بحثٌ وإعداد : حسين نصر الدين


.

مشيئة ُ الله ووفاة ُ الطفل ِ ريَّان ، رحمه الله :

قالَ رسول الله صلى الله عليْه وسلَّمَ فيما رواه عبد الله بن عبَّاس رضيَ الله عنهما :(يا غلامُ  إني أُعَلِّمُكَ كلماتٍ ، احفظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، احفظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ باللهِ ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ . الراوي : عبدالله بن عباس وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن جعفر،  المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع  الصفحة أو الرقم : 7957   حديثٌ حسَن ٌصحيحٌ ، كما رواه الترمذي في صحيحِه وأحمد .

ولقدْ أُوتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم جَوامِعَ الكَلِمِ ، فكانَ يَجمَعُ المواعِظَ الجمَّةَ والوصايا الجامِعةَ ، والحِكَمَ البالِغةَ في الكلامِ القليلِ ، وكان مِن هَدْيِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ تَربيةُ الصِّغارِ وتَعليمُهم أمورَ دِينِهم ؛ مِن العقيدةِ الصَّحيحةِ وحُسْنِ التَّوكُّلِ على اللهِ .

 وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِعَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ : "يا غلامُ"، والغُلامُ هو الصَّبيُّ الصَّغيرُ الَّذي لم يَبلُغِ الحُلُمَ بَعدُ .

سَقطَ الطفلُ المغربي ريَّان ابن الخامسة ِ من عمرِه الغضِ البريئِ  في بئرٍ عميقة ٍ يوم الثُلاثاء الماضي ، وقبعَ فيه لخمسة ِ أيام ٍ ولمْ تألُ كل وسائل الإنقاذ في الحكومة المغربية الرشيدة  جهداً ، ووقفَ العالم ُ كله من أعماقِ القلوبِ بالدُعاء للطفل المسكين ، ولمشاركة آلام أبويه وأهلهِ ، وأثارت ْ محاولات انتشاله جدلا حول الإمكانيات المتاحة لرجال الوقاية المدنية لإنقاذ أرواح الناس ، وتم تزويده بالأكسوجين والماء والطعام ، وتم تصويره عن طريقِ ربط جهاز تليفون بكاميرا فيديو لإمكانية إنقاذِه ، حيث أظهر الفيديو أن الطفلَ بخيرٍ ويجلس بشكلٍ سليمٍ رغم ضيق الحفرة . وتطوع أحد شباب المنطقة بالنزول إلى البئر، لكنه وصل إلى مسافة 20 مترا فقط لضيق المكان وصعوبة التنفس .وتم إنقاذُه حياً لكن إرادة الله تنفذُ لا محالة ٍ ، وماتَ فور خروجه ، وكأنما أرادَ الله عزَّ وجلَّ أنْ يَلْتَقيَ بأبويْهِ قبل أن يلقى الله عزَّ وجلَّ ، على الرغم من تجهيزِ السلطات المغربية لطائرة مروحية مُجهزة بكافة وسائل الإسعاف اللازمة .

ماتَ الطفلُ ريَّان ، وتركَ رسالة ً بليغة ً للعالم كلِه ، أن الدنيا بخيرٍ  وأنَّ العالمَ كلَّه على قلبٍ رجلٍ واحدٍ عربياً وعالمياً لا تحدُ العواطف الاجتماعية حدود ٌ جغرافية ولا فواصلُ ولا اختلافات مذهبية . بلْ الملايين دعتْ لإنقاذِ الطفلِ وسلامتِه . لكنَّ إرادة َ الله نافذة ٌ لا محالة ٍ . ولا حول ولا قوة إلا بالله . وإنا لله وإنا إليْه راجعون . عليْكَ رحمة الله يا ريَّان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق