الأربعاء، 16 فبراير 2022

زرقاء اليمامة// بقلم الكاتب المبدع : دعبد الحميد ديوان



 زرقاء اليمامة

ضربت شهرة هذه المرأة الآفاق شرقاً وغرباً مع أن التاريخ يقف أمام حقيقتها حائراً وتزعم إحدى الروايات التاريخية أنها من بني نمير في اليمامة ،وأن اسمها حَذام ومن هنا المثل القائم ( إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام).
وهناك رواية ثانية تذكر أن زرقاء اليمامة من قبيلة جديس ،من العمالقة من بني إرم وكانت تشتهر بحدة بصرها حتى ضرب بها المثل فقيل (أبصر من زرقاء اليمامة).
ويقال إنا تستطيع تمييز الشعرة البيضاء في اللبن وأنها ترى الراكب من مسيرة ثلاثة أيام ولذلك كانت تستطيع إنذار قومها بالخطر المحدق بهم كلما أراد أحد أن يغزوهم فيستعدوا لمجابهته.
يروى أنها رفعت يوماً بصرها إلى السماء فأبصرت سرباً أن القطا محلقاً ومحصوراً بين طرفي جبل فما كان منها إلا أن عدت بسرعة مذهلة القطا وقالت فيه ملغزة وكان عدده 66.
يا ليت ذا القطا لنا ومثل نصفه ليه
٨إلى قطاة أهلنا إذاً لنا قطا ميه
وقيل عنها إن قومها عينوها راصداً لهم حتى يأمنوا غدر القبائل ،فغزا قوم من العرب (...من حسان بن تبع الحميري) قومهم لمساعدة قبيلة جديس التي غزتها قبيلة زرقاء اليمامة فلما قربوا من مسافة نظرها قالوا : كيف لكم بالوصول مع زرقاء اليمامة.
واجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجراً تستر كل شجرة فارساً إذا حملها ،فقطع الفرسان أشجار بعددهم وساروا بها فأشرفت زرقاء اليمامة على التل الذي ترصد به مسير القبائل فوجدت شجراً يتحرك فرابها الأمر ولما سألها قومها ماترين يازرقاء ،قالت : ياقوم قد مشى الشجر وأتتكم حمير. فلم يصدقها أحد فقالت : أقسم بالله لقد دب الشجر أو أخذت حمير شيئاً يجر.
ولكن دون جدوى ولم يأبهوا للأمر آو يستعدوا له ،ففوجؤوا بالجيش الغازي ينصب عليهم ويعمل السيف فيهم.
وقبضوا على زرقاء اليمامة فشقوا عينيها فإذا عروق سوداء من الإثمد ،وكانت أول من اكتحل به من العرب على مايزعمون.
دعبد الحميد ديوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق