الأربعاء، 16 فبراير 2022

هدا المنزل للبيع// بقلم الكاتب المبدع : رشاد علي محمود

قصة قصيرة

"هدا المنزل للبيع"

قرأ مهموم الإعلان، الذي يعلو باب دار جاره الطيب، ومهموم هذا هو أسمه الذي أشتهر به؛ بسبب طول صمته، وحزنه الدائم، فلم يجد بدًا من طرق الباب والإستفسار، لماذا يعلن عن بيع منزله، فهو بذلك سيفتقده، فهو نعم الجار الطيب، فكانت إجابة جاره تتلخص؛ في أنه قد ضاق به الحال، وسيذهب ليعيش بجوار إبن له في بلدة أخرى ٠

ذهب مهموم إلى بيته وحكى لزوجته عما دار بينه وبين الجار، ظلت تواسيه، ثم إنهمكت في أعمال المنزل، ولم يكد يمر أسبوع، حتى سمع صوت موسيقى صاخبة، فتمتم في نفسه لعل المشتري الجديد يحتفل بشراء المنزل ٠

لم تنقطع الموسيقى عن المنزل، بل وما زاد الطين بلة كما يقول المثل، إنه كان يرى اناسًا غريبي الأطوار ويسيرون وهم يترنحون من شدة السكر، بل وعلم أنهم يمارسون الرزيلة، فأسرع إلى قاضي البلدة، وقدم شكواه، حينها علم منه القاضي بأن المالك الأصلي قد ضاق به الحال، وجاءت هذه العائلة والتي إبتاعت المنزل لتمارس به الفجور ٠ تحدد يوم لصدور الحكم والنطق به ٠

ذهب مهموم في اليوم الموعود وجلس ينتظر الحكم، فأخبره القاضي، ببراءة العائلة، حيث أن المالك الأصلي قد ضاق به الحال، والمالك الجديد لا يريد أن يتكرر معه الأمر ويُغضب الحال فيضيق به، وحتى لا يضطر لبيع المنزل هو الآخر،

ذهب مهموم بدون أن ينبث ببنت شفة، وفي اليوم اليوم الثاني كان هو وزوجته يراقبان المنزل، وفي ساعة متأخرة من الليل وجدا القاضي  ورئيس المخفر ويداهما متشابكتان، وهما يتسللان إلى المنزل في هدوء ٠

في صباح اليوم الثاني كان مهموم وزوجته يضعان لافتة على باب بيتهما، كتب عليها هذا المنزل للبيع ٠ ٠ ٠

بقلم/
رشاد علي محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق