السبت، 12 فبراير 2022

وتحت الرّغوة اللّبنُ الصّريحُ// بقلم الشاعر : محمد الدبلي الفاطمي

 وتحت الرّغوة اللّبنُ الصّريحُ

سأبحثُ عنك في كلّ المناحي***وقد تعب الفؤادُ من الكــــــــــفاحِ
وعنك سأقرأُ الفرقان حـــــــتّى***أجدّد فطرتي بندى النّـــــــــجاح
سأسأل أحرفي شــــــعراً ونثراً***لأبدع ما يقودُ إلى الصّــــــــلاح
فأنتِ من الصّبا لغتي وحسّي***وأنت الفجرُ في فلك الفـــــــــــلاح
وفي خلدي سأنبشُ كلّ يوم***تلحّفَ بالمــــــــــــــساءِ أو الصّــباحِ
////
أسيرُ وراء فاتنة الخيال***وآملُ أن تجــــــــيبَ على سُـــــــــؤالي
حديث عيونها نظمٌ رفيع***به الأشعارُ ترقــــــــصُ في خـــــــيالي
سكرتُ بروعة الإبداع لمّا***تبعثرت الرّؤى فــــــــي قـــــعْر بالي
كأنّ حروفها نـــــــورٌ ونار***بضوئهما أسافر فـــــــي اللّـــــــيالي
وتلكم في الهوى لُغتي وفكري***بها الألفاظُ خلّدت المـــــــــــعالي
////
لساني قد تعلّق بالقمرْ***فأجبرني على رســـــــــم الصُّــــــــــوَرْ
قرأتُ به النّهى أدباً وفقهاً***فعلّمـــــــني الحــــياة من العِــــــــــبرْ
فرشتُ له المودّة في فؤادي***وبالعـــــــــــينين قبّــــلهُ البــــــصرْ
عشقته في الصّبا مذ كنتُ طفلاً***فكان من القضاء هـــــو القـــدرْ
تبعته في الخطى ركضاً ومهلاً***فكان تَنقّلي نعــــــم السّـــــــــفرْ
////
لسانُ الضّاد مفخرةُ القلمْ***تعلّمهُ الكثــــــــــــيرُ من الأمـــــــــــمْ
تطوّعه العقول إذا استعدّت***وتدركه العزائم والهــــــــــــــــــممْ
يحبّك إن أتيـــــــت وأنت حرّ***لتصـــــــحبه إلى أعلى القــــــمم
فيسمعك العروبة في عكاظ***ويسمعك البـليغ من الحـــــــــــــكم
فعلّم ما استطعت بكلّ جدّ***لأنّ الله علّــــــــــــــم بالقــــــــــــلـم
////
أحبّك أنت يا لغةَ العقول***أيا لغة التّـــــــــــــنوّع في المــــيول
أتيتك بالسّلاسة من معين***به الألفاظ تهـــــــجم كالـــسّــــــيول
ومن خلف اليراع تلوت شعرا***تحفّ بنظــــــــمه لغة الفــحول
أسافر كالهلال مع اللّيالي***لأكتشف المــــزيد مــن العـــــــقول
وأبحث في البلاغة عن بيان ***بذاكرة تمــيل إلى الأصـــــــول
////
بهاء ثقافتي أدب ملـــيح***بروعته المــــــــــشاعر تـســــتريح
يشّع به البيان كمثل شمس***أشّعتّها لها الأثر الصّــــــــــــحيح
ونظمه للكــــــــــلام له غناء***وتحت الرّغوة اللّبن الصّـــريح
فكيف تغيّر التفـــكير فينا؟***وحرف الضّاد حاصره الطّـــــليح
أعاق ثقافة الإبداع لغـــــــو***بفعل سواده انقرض المــــــــليح
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق