الجمعة، 18 فبراير 2022

تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ// بقلم الشاعر : محمد الدبلي الفاطمي

 


تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ

دعوا الأقلامَ تَنْشُرُ ما يُفيدُ***فإنّ الحَرْفَ يَرْفَـــــــــــعُهُ الجديدُ

ألمْ تَرَ كيفَ تُرشِدُنا المعاني؟***وكيْفَ يُفيدُنا الرّأيُ الـــــــسّديد

مَشيْنا بالحُروفِ إلى طموحٍ***يَمُدُّهُ بالمُمارسةِ المُـــــــــــــــفيدُ

وَكُنّا نَ2رْقُبُ الأجرامَ لَيْلاً***وَمنْ أحْلامِنا قَرُبَ البَــــــــــــعيدُ

ستَرْفَعُنا الحُروفُ إذا اجْتَهَدْنا***وعبر الكدِّ نصْـــــــنَعُ ما نُريدُ

////

تُزوِّدُنا الحُروفُ بِما نَشاءُ***وَمِنْ أنْوارها يَرْقى البِنــــــــــــاءُ

أجوبُ بِهِ البُحورَ كما تَراني***وأسْبَحُ في المُحيــــطِ كما أشاءُ

يُعانِقُ أحْرُفي الإبْداعُ شوْقاً***ومِنْ فيْضِ المُنــى امْتَلأَ الوِعاءُ

ومِنْ جَوْفِ اليراعِ جرى مِدادٌ***سقى القِرْطاسَ فاتّضح البِناءُ

يُعَدُّ الحَرْفُ في القِرْطاسِ نوراً***بهِ الأذْهانُ يصْــحَبُها البَهاءُ

////

لِسانُ الضادِ ليسَ لهُ إشالهْ***تَزَيّنَ بالبَـــــــــــــيانِ وبالأصالهْ

لسانُ الضّادِ هلّ من السّماءِ***فأنْزلَ منْ إنارتِهِ العَــــــــــدالهْ

يَفوقُ الألْسُنَ الأُخْرى انْتِساباً***وذكْرُ اللهِ أبْلَـــــــغُ في الدّلالهْ

فعلّمْ ما استطَعْتَ لعلّ جَيْلاً***سيأْتي بالجديدِ وبالبـــــــــــسالهْ

وحينئذٍ سَنُدْركُ ما أردْنا***غداةَ البُعْدِ عَنْ سُبُــــــــلِ الضّلالهْ

////

هدانا ربُّنا هدْياً مُبينا***وعلّمنا النُّــــــــــــــــــــهى أدباً ودينا

فأخْرجنا من الظُّلُمات هديا***بِنور الذّكْرِ ربُّ العالمـــــــــينا

وليس يصحُّ في الأذْهانِ إلاّ***بما الرّحْمانُ جادَ بِهِ مُبــــــينا

لِذلكَ كانَ جَهْلُ النّاسِ عاراً***وكانَ العِلْمُ زادَ المُــــــــهْتَدينا

وإنّ العِلْمَ بعْدَ الجَهْلِ يُحْيي***وشرُّ النّاسِ مَنْ فقدَ اليَقيــــــنا

////

تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ***وَتُبْعِدُنا عَنِ الهَـــــــمَلِ الحُروفُ

نُجَدِّدُ بالمَهارَةِ ما اكْتَسَبْنا***وعِنْدَ الجَنْيِ تُفْرِحُنا القُطـــــوفُ

وما كَسْبُ الجدارَةِ بالتّمَنّي***ونَحْنُ على الرّحى دوْماً نَطوفُ

عليْنا أنْ نَقومَ بِما علينا***فتمْرُ النّصْرِ تَقْطِفُهُ السُّــــــــيوفُ

ومنْ رضيَ الجهالةَ عاشَ وَحْشاً***ووحْشُ الإنْسِ تَصْنَعُهُ الظُّروفُ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق