الاثنين، 14 مارس 2022

قبسات ٌمن نورٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ)(10/10)بحث بقلمِ:حسين نصرالدين


 


خاطرة ُ الصباح : 14/03/2022 :

قبسات ٌمن نورٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ)(10/10)بحث بقلمِ:حسين نصرالدين .

آياتُ الرجاءِ في كتابِ اللهِ عديدة ، بابٌ لطيفٌ من أبوابِ علومِ القرآن الكريم .

أرجى آية عند ابن عباس (رضي الله عنهما):

عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: «أرجى آية في القرآن:{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}طه: 48 ؛ لأنّ المؤمن ما كَذَّب وتولَّى، فلا يناله شيء من العذاب» . قُلْتُ: لا ينبغي أن يُفهم من ذلك أنّ المؤمنَ سالمٌ من العذاب على كلّ حال من طاعة ومعصية، وقال تعالى:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} النجم: 31 وعفو الله رجاء كلّ طائع وعاص، أمّا الأمن:{فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} الأعراف: 99 . وعن ابن عباس  رضي الله عنهما- قال: «ما في كتاب الله -عز وجل- آية أرْجَى من قوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ على ظُلْمِهِمْ} الرعد: 6 »  أي: مع ظلمهم أنفسهم، فذكر المغفرة مع الظلم ولم يشترط التوبة .

وعنه أيضاً قال: «ثمانِ آيات نزلت في (سورة النساء)، هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت: أُولاهنّ:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} والثانية:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا}. والثالثة:{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا}. والرابعة:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} والخامسة:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}، والسادسة:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 48، 116 . والسابعة:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} 110 . والثامنة:{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} 152، 29، وعن محمد بن المنكدر، قال: «التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو، فقال ابن عباس: أيّ آية في كتاب الله أرجى؟ فقال عبد الله بن عمرو: قول الله  عز وجل :{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} الزمر: 53 . فقال ابن عباس: لكن قول الله  عز وجل :{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} البقرة: 260 ، قال ابن عباس: فرضي منه بقوله {بَلَى}، قال: فهذا لِما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان» 30  قال ابن عطية:«فأمّا قول ابن عباس: هي أرجى آية فمِن حيث فيها الإدلال على الله تعالى، وسؤال الإحياء في الدنيا وليست مظنّة ذلك، ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ…} أي: إنّ الإيمان كافٍ لا يحتاج بعده إلى تنقير وبحث، وأمّا قول عطاء بن أبي رباح: دخل قلبَ إبراهيم بعضُ ما يدخل قلوب الناس، فمعناه: من حُبِّ المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أُخْبِرَتْ به… وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع، وقد كان إبراهيم عليه السلام  أعلم به، يدلّك على ذلك قوله: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} البقرة:  258،  وعن عكرمة قال: «سُئِل ابن عباس: أيّ آية أرجى في كتاب الله؟ فقال: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت: 30 » 32 . قال زيد بن أسلم: «هذا عند الموت، والبشارة في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث».

أرجى آية عند عليّ بن الحسين (رضي الله عنه):

وعن عليّ بن الحسين قال: «أشدّ آية على أهل النار: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}النبأ: 30 ، وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد:{إِنَ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ…} النساء: 48، 116

أرجى آية عند عبد الله بن المبارك (رضي الله عنه):

قال تعالى{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌرَحِيمٌ النور}22، وإلى المقال القادم (تتمةٌ)إذا كان في العمرِ بقية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق