الأحد، 13 مارس 2022

قبسات ٌ من نور ٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ)(9/10):بحث بقلم ِ:حسين نصر الدين


 خاطرة ُ الصباح : 13/03/2022 :

قبسات ٌ من نور ٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ)(9/10):بحث بقلم ِ:حسين نصر الدين .

آياتُ الرجاءِ في كتابِ اللهِ عديدة ، بابٌ لطيفٌ من أبوابِ علومِ القرآن الكريم .

أرجى آية عند أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) :

«حُكِي أنّ الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآنَ ، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه : قرأتُ القرآنَ من أوّله إلى آخره فلم أَرَ فيه آية أرجى وأحسن من قوله  تبارك وتعالى :{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} الإسراء: 84 فإنه لا يُشاكِل بالعبد إلّا العصيان، ولا يُشاكِل بالربّ إلّا الغفران…"

أرجى آية عند عمر بن الخطاب (رضي الله عنه):

وعن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  أنه قال: «قرأتُ القرآن من أوّله إلى آخره فلم أَرَ فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى:{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}غافر: 3 ، قَدَّم غفران الذّنوب على قبول التوبة ، وفي هذا إشارة للمؤمنين» قالَ الشُرَّاح ُ«أهل الإشارة:{غَافِرِ الذَّنْبِ} فضلًا،{وَقَابِلِ التَّوْبِ}وَعْدًا،{شَدِيدِ الْعِقَاب} عدلًا،{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} فردًا» وفي قوله:{ذِي الطَّوْلِ}أي: ذي الإنعام والمَنّ، فلا خيرإلّا مِنْهُ، فترتّب في الآية وَعِيد بين وَعْدَين، وهكذا رحمة الله تغلب غضبه . سمعتُ هذه النزعة من قول عمر  رضي الله عنه : لن يَغْلِب عُسْرٌ يُسْرَين، يريد في قوله تعالى:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}الشرح : 5- 6 .

أرجى آية عند عثمان بن عفًّان ذي النوريْن (رضي الله عنه):

وعن عثمان بن عفان  رضي الله عنه  قال: «قرأتُ جميع القرآن من أوّله إلى آخره فلم أَرَ آية أحسن وأرجى من قوله تعالى:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الِحجر: 49 .

وقال ابن عمر: «كنّا نُطْلِق القول فيمن ارتكب الكبائر بالخلود في النار، حتى نزلتْ هذه الآية، فتوقّفْنَا»

أرجى آية عند ابن مسعود (رضي الله عنه):

عن ابن مسعود  رضي الله عنه- وسأله عمر رضي الله عنه : «أيّ آية في كتاب الله أرجى؟ قال:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} الزمر: 53 ، وهو قول عبد الله بن عمرو  رضي الله عنه ؛ فعن سعيد بن المسيب ، قال:«اتَّعَدَ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو أن يجتمعَا، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة؟ فقال عبد الله بن عمرو: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الزمر: 53 حتى ختم الآية. فقال ابن عباس: أما إن كنت تقول، إنها. وإنّ أرجى منها لهذه الأمة قول إبراهيم -صلى الله عليه وسلم :{رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْييِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} البقرة: 260 » رواية أخرى عن ابن مسعود (رضي الله عنه): وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه  أيضًا قال: «أرجى آية في القرآن قوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} النساء: 110  وعنه  رضي الله عنه  قال: «في القرآن آيتان ما قرأهما عبدٌ مسلم عند ذنب إلّا غُفِرَ له، قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأَتَيَاه، فقال: ائْتِيَا أبيَّ بن كعب فإني لم أسمع من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فيهما شيئًا إلّا وقد سمعه أبيُّ بن كعب، فأَتَيَا أبيَّ بن كعب فقال لهما: اقرَءَا القرآن فإنكما ستجدانهما. فقرءَا حتى بلَغا آل عمران:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ…} آل عمران: 135 إلى آخر الآية، وقولَه:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} النساء: 110  فقالا: قد وجدناهما. فقال أبيٌّ: أين؟ فقالا: في آل عمران والنساء. فقال: هما، هما» . وللحديثِ بقية ٌ إنْ كانَ في العمرِ بقية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق