... صرخة أم ...
آه من قلب الأم حين يتمزق
لفقد الاولاد ينهار فيشقى ويسقم
آه من قلب الأم حين يجثو على
ركبتيه يتسول الإشفاق ويتألم
أروي لكم قصة أم حرمت
من أطفالها، من متجبر يظلم
قال لها: أولادي ليس لك
فيهم شيئا، فاذهبي عنهم
ومضى بالأولاد لدرب بعيد
قائلا في نفسه: سوف أحرم
تلك المرأة من فلذات كبدها
سأجعل دموعها تنطق وتتكلم
صرخت الأم في الآفاق أريد
أولادي، هل من قاض يحكم
أين الضمير؟ أفتش بين الورى
أين أخذوا أطفالي؟ من منكم يعلم؟
ألست أنا الأم التي سهرت وتعبت
ألست أنا التي في بطنها حملتهم
ألست أنا من جاعت ليشبعوا هم
وظمئت ليرتووا، حتى وهن العظم
أنا الأم التي بها الله أوصاكم ، وقال
تحت أقدامها الجنة الرسول الأعظم
قد قيل أن الأم مدرسة ووطن أكبر
هي حضن وملجأ وأمان بها ننعم
فلا تكسروا قلبها، فإن كسره
ذنبا عظيما عليكم فعله يحرم
صرخت، وصدحت، وقالت: ولم
يستجب أحد، فهل أصبح العالم أبكم
باتت تنادي طوال النهار بأسمائهم
واذا ما غفت لدقائق ليلا بهم تحلم
يا من تسلب من الأم أمومتها
والنار في قلبها وعمرها تضرم
وتهد في روحها روحا وتذبحها
تذيقها المر والحنظل وتنسيها التبسم
يا من قتلت أفراحها قهرا وعدوانا
وجعلت حياتها وكل أيامها مأتم
مزقت فؤادها أشلاءا ووقفت على
أطلاله، قطعت وتينه فسال الدم
ستبقى الأم هي الملجأ والمحضن
لأولادها، الكل بذلك يقر ويجزم
فويل لمن حرم وليد من والدته
يوم الحشر حين الخلق يزدحم
ويل له اذا ما الصحف نشرت
وأمسكتها باليمين والشمال الأمم
وبدأت تشهد عليكم أفعالكم واعمالكم
فنطقت الجوارح جميعها والفم
ووقفتم بين يدي الله برهبة، فبما
تبررون طغيانكم، والله به أعلم
واذا ما حلقت دعوة الأم الجريحة
للسماء، هل لكم من الله عاصم
واذا ما المولى عن الجور سأل العباد
فمن ينقذ الظالم من العقاب والمجرم.
بقلم: بيسان مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق