الخميس، 10 مارس 2022

قبسات ٌمن نور ٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ) //بحث بقلمِ:حسين نصرالدين:


 خاطرة ُ الصباح : 10/03/2022 : قبسات ٌمن نور ٍ(الرجاءُ في القرآنِ بابٌ لطيفٌ)(6/10)

بحث بقلمِ:حسين نصرالدين:
آياتُ الرجاءِ في كتابِ اللهِ عديدة ، بابٌ لطيفٌ من أبوابِ علومِ القرآن الكريم : قوله تعالى : (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أحسن ما أنزل) هو القرآن وكله حسن ، والمعنى ما قال الحسن : التزموا طاعته ، واجتنبوا معصيته . وقيلَ الأحسن ما أمر الله به في كتابه . أي المُحكمات ، وكلوا علم المتشابه إلى علمه . وقال : أنزل الله كتب التوراة والإنجيل والزبور ، ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز . وقيل : هذا أحسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب .
وقوله تعالى : أن تقول نفس ، أن في موضع نصب أي : كراهة أن تقول ، وقيل أي من قبل أن تقول نفس لأنه قال قيل هذا (من قبل أن يأتيكم العذاب) قيلَ لِمَ نُكِرَتْ ؟ قيل لأن المراد بها بعض الأنفس وهي نفس الكافر . ويجوز أن يريد نفسا متميزة من الأنفس ، إما بلجاج في الكفر شديد ، أو بعقاب عظيم . ويجوز أن يراد التكثير كما قال الأعشى : ورُبَّ بقيع لو هتفتَ بجوِه أتانِي .. كريمٌ ينفض ُ الرأس مُغضباً ..
وهو يريد أفواجا من الكرام ينصرونه لا كريما ًواحداً ، ونظيره : رب بلد قطعت ، ورب بطل قارعت ، ولا يقصد إلا التكثير . يا حسرتا والأصل " يا حسرتي " فأبدل من الياء ألف ، لأنها أخف وأمكن في الاستغاثة بمد الصوت ، وربما ألحقوا بها الهاء . وربما ألحقوا بها الياء بعد الألف ، لتدل على الإضافة . وكذلك قرأها أبو جعفر : " يا حسرتاي " والحسرة هي الندامة ، على ما فرطت في جنب الله ، أيْ في طاعة الله . وقيل أي في ذكْرِ الله عز وجل ، يعني القرآن والعمل به . وفي جنب الله ، أي في ثواب الله . والجنب القرب والجوار. وفي جنب الله أي في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله عز وجل وثوابه ، والعرب تسمي الجانب جنباً .
وإن كنت لمن الساخرين ، أي وما كنت إلا من المستهزئين بالقرآن وبالرسول في الدنيا وبأولياء الله تعالى . قال قتادة : لم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى سخر من أهلها . ومحل " إن كنت " النصب على الحال ، كأنه قال : فرطت وأنا ساخر ، أي : فرطت في حال سخريتي . وقيل : وما كنت إلا في سخريةٍ ولعبٍ وباطلٍ أي ما كان سعيي إلا في عبادة غير الله تعالى . وللحديثِ بقية ٌ إنْ كانَ في العمرِ بقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق