. يَتيمَة الدَّهْر وفَريدَةُ الْعَصْر
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
كُنْ الْمُعَلَّىٰ ومِنْكَ الْمَجْدُ يَنْطَلِقُ
تَعْلُو بِهِ وَبِهِ يَعْلُو بِكَ الأُفُقُ
فَالْمَاجِدَاتُ يَلِدْنَ الْمَاجِدِينَ وَلا
يَوْماً وَلَدْنَ كَسِيحاً ما لَهُ خُلُقُ
وَاحْمِلْ عَلى رَاحَتَيْكَ الرُّوحَ لا جَزِعاً
وَإنَّما قُلْ لَها كُوني كَمَنْ صَدَقُوا
وَكُنْ لَهَا إنْ أَبَتْ إلَّا مْنَازَلَةً
تَنْجُو وَتَفْتَحُ في آفَاقِكَ الطُّرُقُ
كُنْ مُشْرِقَاً قَمَراً تَحْلُو مَطَالِعُهُ
في الْغَارِبَاتِ كَمَنْ في جِلْدِهِ نَوَقُ
فَالْبَدْرُ مَا كَاَنَ مَعْشُوقاً لِهَالَتِهِ
لَوْلا كَأنََّّكَ في مِرْآتِهِ أَلَقُ
وَالْبَانُ فِي غُصْنِهِ لَوْلا اسْتِقَامَتُهُ
مَا كَانَ فِي مَضْرَبِ الْأَمْثَالِ يَلْتَحِقُ
وَزَهْرَةُ الفُلِّ لَوْلا الْعِطْرُ ما نَطَقَتْ
وَحَوْلَهَا جَلَّنَارٌ زَانَهُ الشَّفَقُ
وَنَجْمَةُ الصُّبْحِ لَوْلَا في تَألُّقِهَا
نُورُ الصَّبَاحِ لَمَا في حُسْنِهَا نَطَقُوا
وَظَبْيَةُ الْحَيِّ تَبْقَى في نَضَارَتِهَا
كَالْغُصْنِ ما دَامَتِ الْأَزْهَارُ وَالْوَرَقُ
أمَّاً وَزَوْجَاً وَأَخْلاَقاً وَتَرْبِيَةً
مَنْ ذَا يَقُومُ بِمَا قَامَتْ إذا صَدَقُوا
وأطْيَبُ الرِّيحِ رِيحٌ مِنْ صَبَا بَرَدَى
نَحْوَ الْفْرَاتَيْنِ في شَطَّيْهِمَا عَبَقُ
وَحَامِلُ الْمِسْكِ في الْحَاليْنِ تَطْلُبُهُ
يُحْذِيكَ مِنْ مِسْكِهِ مَا يَحْمِلُ الطَّبَقُ
أَوْ يَحْتَوِيكَ بِشَمِّ الْعِطْرِ عَنْ كَثَبٍ
وَذَا عَلَيْكَ كَمَا يَحْلُو بِهِ نَسَقُ
— — — .
كُنْ عَالِماً يَرْتَقِي أَوْ طَالِباً حَذِقاً
وَلا تَحِدْ عَنْهُما جَهْلاً فَتَحْتَرِقُ
فَالجَّهْلُ لا رَاكِباً أَبْقَى وَلا جَمَلاً
وَلا بَقَى سَالِمَاً في جَهْلِ مَنْ لَحَقُوا
وَالجَّهْلُ جَائِحَةٌ مَا بَعْدَهَا ظُلَمٌ
بَلْ إنَّهُ الْمَوْتُ وَالْإحْبَاطُ وَالْقَلَقُ
وَالجَّهْلُ لَوْ لَمْ يَكُنْ فينَا لَمَا سَقَطَتْ
حُصُونُنَا وَعَلَى أَسْوَارِهَا بَصَقُوا
وَنَحْنً مَنً حَفِظَ التَّارِيخُ سِيرَتَنَا
بِأَنَّنَا أُمَّةٌ وُسْطَىٰ بِها رَمَقُ
وَإنَّنَا أُمَّةٌ تَبْقَىٰ عَلى أُمَمٍ
في الْحَشْرِ شَاهِدَةً وَالنَّاسُ تَصْطَفِقُ
وَيَعْتَلِي أَحْمَدٌ مِنْ فَوْقِ أَجْمَعِنَا
كَشَاهِدٍ وشَفيِعٍ حِينَ نَخْتَنِقُ
عَلَيْكَ بِالْعِلْمِ وَابْدَأْ مِنْكَ تَعْرِفُهُ
فََإنَّ فِيكَ بِمَا لا يَنْتَهِي النَّفَقُ
وإنَّ فِيكَ مِنَ الْأسْرَارِ مَا خَفِيَتْ
لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلا مِنْ سِرِّهَا سَرَقُوا
وَالْعِلْمُ دُونَكَ لا تُلْهِيكَ لاهِيَةٌ
إنَ الجَّهَابِذَ مَنْ في بَحْرِهِ غَرَقُوا
كُنْ خَيْرَ مَنْ نَطَقَتْ بِالضَّادِ أَلْسُنُهُ
وَأَفْصَحَ الْعَرَبِ الْعَرْبَاءِ إنْ نَطَقُوا
فَاللَّحْنُ في لُغَةِ الْقُرْآنِ مَنْقَصَةٌ
مِنْ صَاحِبِ الْقَوْلِ إنْ في قَوْلِهِ شَرَقُ
— — — .
كُنْ المُصَفَّى زُلالاً مَا بِهِ كَدَرٌ
وَلا بِهِ غَصَّةٌ تَبْدُو وَلا نَزَقُ
فَدُرَّةُ التَّاجِ لَوْلا الْحُسْنُ مَا نَطَقَتْ
عَلى رُؤسِ مُلُوكِ الْأَرْضِ مُذْ نَطَقُوا
وَأنْتَ في رِحْلَةٍ تَرْجُو سَلامَتَهَا
وَالنَّاسُ رِفْدٌ لِمَنْ في طَبْعِهِ خُلُقُ
وَقِدْوَةً أَنْتَ تَبْقَى في طَلِيعَتِهِمْ
ما دُمْتَ تَبْنِي وَهُمْ في غَيِّهِمْ طَفَقُوا
مِنْكَ الْوُرُودُ إذا جَفَّتْ مَوَارِدُهُمْ
يَأْتُوكَ سَعْياً إذا مَا فِيكَ قَدْ وَثَقُوا
وَعَمِّرِ الْأَرْضَ كَيْ تَبْقَىٰ خَلِيفَتَهُ
فَإنَّ آدَمَ في إعْمَارِهَا لَبِقُ
وإنَّهَا جَنَّةٌ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
وَالْخَلْقُ مِنْ فَوْقِهَا تَحْيَا وَتَرْتَزِقُ
مِنْهَا خُلِقْنَا وَفِيهَا عَوْدَةٌ كُتِبَتْ
عَلَى الجَّمِيعِ وَمِنْهَا الْحَشْرُ يَنْبَثِقُ
إنْ شِئْتَ فَاتْرُكْ بِمَا يُبْقِيكَ مِنْ أَثَرٍ
قَبْلَ الرَّحِيلِ عَلَيْهَا حِينَ تَلْتَحِقُ
عِلْماً يَقِيكَ عَذَابَ الْقَبْرِ أَوْ وَلَداً
يَدْعُو وَمَا بَذَلَتْ يُمْنَاكَ يَنْطَبِقُ
إنْ لَمْ يَكُنْ فَاسْتَقِمْ تَأْتِيهِ مُنْجَرِدَاً
مِنَ الذُّنُوبِ وَفَوْقَ الْمَاءِ تَنْطَلِقُ
— — — .
كُنْ سِدْرَةَ الظِّلِّ في صَحْراءَ مُهْلِكَةٍ
وَتَحْتَها عَيْنُ مَاءٍ مَاؤُهَا غَدَقُ
قَدْ تَسْتَظِلُّ بِهَا سَيَّارَةٌ عَبَرَتْ
أوْ عَابِرٌ جُودُهُ في الدَّرْبِ يَنْخَرِقُ
كُنْ مَعْلَمَاً يَهْتَدِي السَّارِي بِطَلْعَتِهِ
في قَطْعِ بَادِيَةٍ إنْ ضَلَّتْ الطُّرُقُ
وَهَادِياً سُفُنَ الصَّحْرَاءِ تَعْرِفُهُ
إن ضَلَّ في سَيْرِهِ الْحَادِي إذا طَرَقُوا
وَمَلْجَأً في رُبَى الْأَحْقافِ يَقْصُدُهُ
وَقْتَ الظَّهِيرَةِ مَنْ في جَوْفِهِ حَرَقُ
كُنْ دَيْمَةً نَطَقَتْ مِنْ فَوْقِ رَابِيَةٍ
عَطْشَى فَأَحْيَتْ بِهَا مَا كَادَ يَحْتَرِقُ
فَأَزْهَرَتْ وَبَدَتْ تَحْلُو نَظَارَتُهَا
وَصَارَ شَحْرُورُهَا الْغِرِّيدُ يَنْطَلِقُ
— — — .
كُنْ الْمُفَدَّىٰ وَخُذْ مِنْ فِعْلِهِ سَبَقَا
مَا خَابَ مَنْ يَعْتَلي الجَّوْزَاءَ يَسْتَبِقُ
وَلا خَبَا مَنْ إذا جَفَّتْ مَوَارِدُهُ
فَشَمَّرَ السَّاعِدَ الْمَفْتُولَ يَخْتَلِقُ
وَالنَّاسُ أَجْنَاسُ مِنْ آبَائِهِمْ نَسَلُوا
وَخَيْرُهُمْ في بِنَاءِ الْمَجْدِ مَنْ سَبَقُوا
كُنْ الْبَصِيرَ وَقَدْ ضَمَّتْكَ بَاصِرَةٌ
مِنَ الْعُيونِ لِكَيْ تَسْمُو بِكَ الْحَدَقُ
وَكُنْ صَنِيعَاً لِأَمْرٍ فِيهِ مَنْفَعَةٌ
وَلا تَكُنْ مِثْلَ مَنْ خَانُوا وَمَنْ سَرَقُوا
كُنْ مُشْرِقَاً تَجْعَلُ الْأشْيَاءَ ضَاحِكَةً
وَإنْ تَشَاءَمْتَ غَابَ النُّورُ وَالأَلَقُ
وَالْعُمْرُ لَمْ يَحْتَمِلْ تَقْضِيهِ مَضْيَعَةً
وَالْكَوْنُ فِيكَ وَفِي بُرْدَيْكَ يَلْتَصِقُ
وَفِيكَ تَكْمُنُ طَاقَاتٌ مُبَعْثَرَةٌ
عَلى يَدَيْكَ اذا مَا شِئْتَ تَنْبَثِقْ
قَدْ خَصَّكَ اللهُ في أَرضٍ خَلِيفَتَهُ
وَمَنْ كَمِثْلِكَ فِيهِ الْأرْضُ تَلْتَصِقُ
— —- — .
كُنْ محْسِناً لا تَقُلْ أُفٍّ لِوَالِدَةٍ
إيَّاكَ أوْ وَالِدٍ وَاسْكُْتْ إذا نَطَقُوا
وَاخْفِضْ لَهُمْ مِنْ جَنَاحِ الذُّلِّ مَرْحَمَةً
فَفِي رِضَاهُمْ رِضَاءُ اللهِ مُلْتَصِقُ
إنْ شِئْتَ جَنَّتَهُمْ فاكْرِمْ مَكَانَتَهُم
فَإنَّهَا في سَمَاءِ الْعَرْشِ تَلْتَصِقُ
كُنْ قُرَّةَ الْعَيْنِ ما دَامَتْ حَيَاتُهُمَا
فَلَسْتَ تَبْلُغُ هذا الشَّأْنَ إنْ زَهَقُوا
هُمْ رَبَّيَاكَ فَلا تَبْخَسْ حُقُوقَهُمَا
قِفْ عِنْدَهُمْ نَاظِراً وَافْهَمْ إذا رَمَقُوا
وَكُنْ مُطِيعاً لَهُمْ إلَّا بِوَاحِدَةٍ
إنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ شِرْكٍ فَقَدْ مَحَقُوا
فَلا تُطِعْ وَالْتَزِمْ في صُحْبَةٍ لَهُمَا
مَا دَامَ في هذِهِ الدُّنْيَا بِكَ الرَّمَقُ
— — — .
وَأَنْتِ سَيِّدَتِي كُونِي لَهُ وَطَنَا
فَالْعَيْشُ دُونَكِ مَيْؤُوسٌ وَمُخْتَرَقُ
وَطَوِّقِيهِ هَوَىً يَبْنِي رُجُولَتَهُ
فَالْحُبُّ قَيْد وَفي بُرْدَيْكِ يَتَّسِقُ
هَلَّا وَجَدْتِ عَظِيماً في مَسِيرَتِهِ
مَا نَالَهُ مِنْكِ في عَلْيائِهِ عُمُقُ
لَوْلاكِ مَا نَطَقَتْ أيّامُ صَبْوَتِهِ
وَلا اسْتَقَامَ وَلا في نَفْسِهِ يَثِقُ
أَنْتِ الْهَوَىٰ وَحَنَانٌ مِنْكِ أَرْضَعَهُ
حَتَّى اسْتَوَىٰ وَتَسَامَىٰ عِنْدَهُ الخُلُقُ
َ
وَأَنْتِ سَيِّدَتِي لَوْلاكِ مَا وُجِدَتْ
هٰذِي الشُّعُوبُ وَلَا في أصْلِهَا نَطَقُوا
فَالْحَقْلُ فِيكِ نَمَا وَالبَذْرُ بَيْنَكُمَا
مِنْهُ الْعُلَيْقَةُ وَالْأَغْصَانُ وَالْوَرَقُ
— — — .
كُنْ بَسْمَةَ الصُّبْحِ وَارْفَعْ مَنْ بِهِ شِيَمُ
إنَّ الْكَرِيمَ بِهِ الْآرَاءُ تَتَّفِقُ
وَامْدِدْ يَدَيْكَ لِمَنْ تَصْفُو مَشَارِبُهُ
فَالطَّيْرُ في سِرْبِهِ يَحْدُو بِهِ عُنُقُ
وَاجْعَلْ جَلِيسَكَ مَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُهُ
يَعْلُو بِكَ الْمَجْلِسُ الْأَعْلَى وَيَلْتَصِقُ
وَعَامِلْ النَّاسَ بِالْحُسْنَىٰ تَسُودُهُمُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لا تَسْمُو بِمَنْ سُحِقُوا
وَابْدَأْ بِأَهْلِكَ هُمْ أَوْلَىٰ مُجَالَسَةً
وَمَنْ تَعُولُ وَمَنْ في مِثْلِهِمْ نَسَقُ
وَالْحِقْ عَشِيرَتَكَ الْأَدْنَيْنَ تّكْسُبُهُمْ
فَإنَّهُمْ يَدُكَ الْيُمْنَى إذا الْتَحَقُوا
ثُمَّ الجِّوَارَ فَقَدْ يَعْنِيكَ سَائِرُهُمْ
وَهٰكَذا كُنْتَ تَحْوِيهِمْ إذا الْتَصَقُوا
وَكُنْ كَأَنَّكَ مِنْ أَفْرَادِ ضَيْعَتِهِمْ
عَدْلاً وَكُنْ لَهُمُ رَتْقاً إذا افْتَرَقُوا
فَقَائِدُ الْقَوْمِ رَبٌّ في قِيادَتِهِ
أَبٌ وَأُمٌّ وَرِبِّيّْونَ مُذْ خُلِقُوا
إنْ كُنْتَ شَهْماً بَصِيراً في قِيَادَتِهِ
تَأْتِيكَ طَوْعاً رِقَابُ الْقَوْمِ وَالْفِرَقُ
— — — .
كُنْ رَاعِيَاً مَاهِرَاً تَرْبُو بِكَ النَّعَمُ
أَوْ لَا تَكُنْ فَرُعَاةُ الشَّعْبِ مَا صَدَقُوا
لَوْ أَنَّهُمْ صَدَقُوا طَابَتْ سَرِيرَتُهُمْ
وَطَابَ شَعْبٌ بِهِمْ مِنْ قَبْلِ مَا أَبَقُوا
لٰكِنَّهُمْ كَذَبُوا خَابَتْ سَرِيرَتُهُمْ
وَخَابَ فِيهِمْ أُنَاسٌ سَاءَ مَا نَطَقُوا
حَتَّى بِفَيْرُوسَةٍ مَاتُوا أَوِ انْحَجَرُوا
وَتِلْكَ كَارِثَةٌ مِنْ وَيْلِهَا ذَرَقُوا
إنْ كَانَ إبْرَهَةٌ بِالطَّيْرِ قَاتَلَهُ
رَبُّ الْعِبَادِ وَصَحْبَ الْفِيلِ فَانْصَعَقُوا
وَأَصْبَحُوا عِبْرَةً كَالْعَصْفِ تَأْكُلُهُ
حُمْرُ البَرِيَّةِ في مَرْمَاهُ وَانْسَحَقُوا
فَإنّ فَيْرُوسَ كُورُونَا سَيَجْعَلُهُمْ
كَالْعِهْنِ في غَابَةِ الْأشْوَاك يَلْتَصِقُ
وَجُنْدُ رَبِّكَ إنْ بَانَتْ بَيَارِقُهُمْ
فَلا تَرَاهُمْ وَلا تَحْوِيهُمُ الْحَدَقُ
يَكْفِي الطُّغَاةُ على أَكْتَافِنَا حُمِلُوا
لٰكِنَّهُمْ حَمَلُوا الْكُورُونَ فَاحْتَرَقُوا
وحُمِّلُوا وَصْمَةُ الدُّنْيَا وليتَهُمُو
مَاتُوا وَلَمْ يَحْمِلُوهَا قَبْلَ مَا زُهِقُوا
— —- — .
كُنْ الْأَمِينَ إذا وُلِّيْتَ مَمْلَكَةٌ
وَالْعَدْلَ فَامْسِكْ بِهِ تَنْجُو إذا غَرَقُوا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَوْقُوفٌ وَمُنْسَئِلٌ
عَمَّا حَكَمْتَ وعَمَّا مِنْكَ قَدْ سَرَقُوا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إنْ شَاةً بِبَادِيَةٍ
مِنْ الْعِرَاقِ أَتَاهَا الذِّئْبُ مُخْتَرَقُ
كُنْ عَادِلاً بَيْنَهُمْ وَامْلَأْ مَسَامِعَهُمْ
فَالْعَدْلُ مِنْكَ سَيَحْوِيهِمْ إذا صَدَقُوا
وَعَامِلْ النَّاسَ أَحْرَاراً فَقَدْ وُلِدُوا
مِنْ دُونِ قَيْدٍ وَلا تَحْكُمْ بِمَا مَحَقُوا
وَخَالِطْ الشَّعْبَ لا تُخْفِيكَ خَافِيةٌ
وَلا حِجَابٌ فَلا تَدْرِي إذا صُعِقُوا
أَماَنَةٌ حُكْمُهُمْ فَاحْفَظْ أَمَانَتَهُمْ
لِيَحْتَويكَ شُغَافُ الْقَلْبِ وَالْحَدَقُ
وَلا تُجَامِلْ على حَقٍ مُداهَنَةً
فَصَاحِبُ الحَقِّ يَوْمَ الْحَشْرِ مُنْعَتِقُ
وَكُنْ قَوِيَّاً لِحَسْمِ الْأَمْرِ إنْ ظَهَرَتْ
بَوَاطِنُ السُّوءِ وَاسْقِيهِمْ إذا نَهَقُوا
وَاحْفِظْ مَدَاكَ فَلِلْأَوْطَانِ هَيْبَتُهَا
فَإنْ حَسَمْتَ فَأَنْتَ الْحَاكِمُ الحَذِقُ
وَلا تَخَفْ لَوْمَةً مَا دُمْتَ مُحْتَرِزاً
وَهَلْ يَخَافُ أَمِينٌ حِينَ يَعْتَنِقُ
خُذْهَا إذا كُنْتَ مِنْ طُلَّابِ شُهْرَتِهَا
فَقَدْ تُعِينُكَ في إصْلَاحِ مَا فَتَقُوا
أَوْ فَاغْلِقْ الْبَابَ عَنْهَا فَهِيَ فَاتِنَةٌ
فَسَدَّةُ الْحُكْمِ عِبْءٌ حِينَ تَخْتَنِقُ
— — — .
كُنْ عَاشِقَاً وَطَناً ضَمَّتْكَ أَحْرُفُهُ
حَتَّى بَدَا كُلُّ حَرْفٍ فِيكَ يَأتَلِقُ
وَأَرْضَعَتْكَ حَنَانَاً فِيهِ مَاجِدَةٌ
أُمٌّ وَفِيهِ أَبٌ حُرٌّ بِهِ تَثِقُ
فَالحُبُّ مَا أَفَلَتْ يَوْماً كَوَاكِبُهُ
وَكَيْفَ يَغْرُبُ مَنْ بِالرُّوحِ مُلْتَصِقُ
وَالْحُبُّ إنْ كَانَ إكْسِيراً يُطَاوِلُهُ
سِرُّ الخُلُودِ وَفِي مَسْرَاهُ يَلْتَحِقُ
يَبْقَى يُجَدِّدُ أَحْلامَاً مُعَتَّقَةً
والرُّوحُ تَبْقَى كَأَنْ أيَّامَهَا شَفَقُ
وَالْحُبُّ إنْ كاَنَ تَوَّاقاً وَأَضْرَمَهُ
سِحْر ُ الْمَحَيَّا تَرَاهُ النَّفْسُ يَنْعَتِقُ
يَسْرِي وَلَيْسَ لَهُ في أُفْقِهِ حَرَجٌ
كَالرَّعْدِ يَضْرِبُهُ الْحَادِي فَيَنْطَلِقُ
حَتَّى إذا اكْتَمَلَتْ أَجْوَاءُ دَيْمَتِهِ
تَرَاهُ يَهْطِلُ مِدْرَارَاً فَيَنْهَرِقُ
— — — .
كُنْ الْمُرَابِطَ مِنْ عَيْنِ الْعِدا حَذِراً
إنَّ احْتِواءَكَ مَحْسُومٌ إذا اخْتَرَقُوا
وَلا تَدَعْ ثَغْرَةً تُوحِي لَهُمْ طُرُقاً
يَأتُونَ مِنْهَا إذا مَا قَلَّتْ الطُّرُقُ
فَحَارِسُ السِّرْبِ إنْ أَجْفَانُهُ وَجَفَتْ
لا يَسْتَقِرُّ وَقَدْ أَعْيَا بِهِ الْأَرَقُ
عَيْنُ الْعِدَا لا تَرَىٰ نَوماً وَلا وَسَناً
وَلا تَرَىٰ عِنْدَهَا الْأَجْفَانَ تَنْطَبِقُ
فَكُنْ لَهَا شَوْكَةً تُدْمِي مَدامِعَهَا
وَهَلْ يَرَىٰ مَنْ إذا عَيْنَاهُ تَنْدَلِقُ
— — — .
كُنْ مِثْلَ مَنْ فَجَّرَ الصَّحْرَاءَ أَوْدِيَةً
زَيْتُونُها مِثْلُ غَابَاتِ الْهَوَى نَسَقُ
وَأَغْرَقَ الْأَرْضَ في وِدْيانِها غَدَقاً
ماءً زُلَالاً لِيَرْوِي حَيْثُ ما دَفَقُوا
فَأَصْبَحَتْ جَنَّةً تَشْدُوا نَوَارِسُهَا
مِنْ بَعْدِ مَا مَاتَ فِيهَا الْحَرْثُ وَالْحَبَقُ
مَا كَانَ ذٰلِكَ لَوْلا في تَعَاوِنِهِ
مَعَ الَّذِينَ لِأَيَّامِ الْعُلَا عَشَقُوا
وَحَبَّةُ الرَّمْلِ لَوْلا أَنَّهَا اتَّحَدَتْ
في جَوْفِ مَحَّارَةٍ مَطْلِيَةٍ عَرَقُ
فَغَلَّفَتْهَا حِفَاظاً في بَوَاطِنَهَا
مِنْ زَائِرٍ دَاخِلٍ أَلْقَتْ بِهِ الطُّرُقُ
ما كَوَّنَتْ لُؤْلُؤاً عَزَّتْ مَطَالِبُهُ
فِي أَسْفَلِ الْقَاعِ مِنْ بَحْرٍ لَهُ عُمُقُ
— — — .
كُنْ السِّرَاجَ وَكُنْ حُرَّاً وَكُنْ قَلَمَاً
وَاكْتُبْ حَضَارَةَ مَنْ في حَيِّهِمْ نَطَقُوا
فَإنَّمَا النَّاطِقُ الْمَحْفُوظُ مَا بَقِيَتْ
آثَارُ تَدْوِينِهِ تُنْبِيكَ مَنْ سَبَقُوا
يَأْتيكَ يَوْمٌ لَهُ تَحْتَاجُ تَذْكِرَةً
مَحْفُوظَةً قَدْ رَوَاهَا حَاذِقٌ عَذِقُ
فالنَّاسُ مِنهُمْ كَعِطْرِ الْمِسْكِ طَيِّبَةٌ
أَخْلاقُهُ وَبِهِمْ أَفَّاكُ مُخْتَلِقُ
— — — .
كُنٌ مِثْلَ بَحْرِي بهِ قَدْ أَبْحَرَتْ سُفُنِي
بِلا شِرَاعٍ وَهُمْ في مَوْجِهِ غَرَقَوا
حَتَّى سَوَاحِلُهُ في رَمْلِها دُرَرٌ
دُرٌّ بِهِ خَالِصٌ مَسْبُو كُهُ وَرِقُ
وَقَدْ تَرَى لُؤْلُؤاً أصْدَافُهُ طُمِرَتْ
بَيْنَ الرِّمَالِ فَلَمْ يَقْدَحْ بِهِ عَلَقُ
حَتَّى وَإنْ عَلَقَتْ أوْحَالُ سَاحِلِهِ
يَبْقَىٰ گأنَّ بِهِ شَمْسَ الضُّحَى فَلَقُ
فَإنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ مَعْدَنُهُ
يَبْقَى كَرِيمَاً وَإنْ أَلْقَتْ بِهِ الطُّرُقُ
— — — .
كُنْ سَيِّداً خُلُقاً أَوْ في حَصَافَتِهِ
أَوْ دُونَهُ جَاهِداً تَقْفُو بِمَنْ لَحِقُوا
فَصَفْوَةُ النَّاسِ أَصْفَاهُمْ مُجَالَسَةً
وَمَنْ جَفَاهُمْ يَرَى مَا لا يَرَى الْحَذِقُ
وَصَفْوَةُ النَّاسِ تَلْقَاهُمْ إذا جَلَسُوا
دُرَّاً يَصُوغُونَ مَنْثُوراً إذا نَطَقُوا
ولا يَغُرَّنَّكَ الْبَرَّاقُ مَظْهَرُهُ
وَقَلْبُهُ أَسْوَدٌ بالْحِقْدِ يَخْتَنِقُ
كَمْ زَهْرَةٍ نَطَقَتْ يُغْرِيكَ مَنْظَرُهَا
وَطَعْمُهَا عَلْقَمٌ لَوْ ذَاقَهَا نَزِقُ
كُنْ صَبْرَ أَيُّوبَ حِينَ الْبَأْسِ مُحْتَسِباً
فَفِيكَ كُلُّ الَّذي تُوريهِ يَعْتَلِقُ
لا تَحٌسَبْ الصَّدْرَ أَقْوَاسَاً مُعَطَّلَةً
إنَّ السِّهَامَ مِنْ الْأَقْوَاسِ تَنْطَلِقُ
أَلْقَيْتُهَا لَكَ شاراتٍ وأوْسِمَةً
حَمْراءَ تُغْنِيكَ عَمَّا فِيكَ يَأْتَلِقُ
وَكُلُّهَا لَكَ أنْواراً وَهَادِيَةً
تُنِيرُ دَرْبَكَ في الآفاق تَخْتَرِقُ
تَبْنِي لَكَ الْمَجْدَ أَجْيَالَاً مَآثِرُهَا
تَحْكِي فَيَسْكُتُ مَنْ في عَيْنِهِ وَدَقُ
دَرْساً وَمَوْعِظَةً مَنْ شَاءَ يَأْخُذُهّا
تَجْنِي لَهُ مِنْ ثِمَارِ الْعُمْرِ مَا سَرَقُوا
وَمَنْ تَجَاهَلَهًا فَلْيُلْقِهَا عَرَضَاً
لَعَلَّهَا تَرْتَمِي في كَفِّ مَنْ صَدَقُوا
................................................
معاني الكلمات
......................
نَوَقُ الْجِلْدِ : أَيْ فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ .
العَبَق : عِطْر، أَريج .
هالة : دائرة مُضيئَة تُحيط بالقمر.
ألَق : لمعان وإضاءة.
البَانُ : ضربٌ من الشجر، سَبْط القَوام .
جُلَّنار : زَهْر الرُّمَّان.
يحذيك : يعطيك .
حَذِق : اتقن.
جَائِحَة: تَهْلُكَةٌ، دَاهِيَةٌ.
اِصْطَفَقَ : اضْطَرَبَ .
جَهْبَذ : خبير بغوامض الأمور.
اتَّسَقَ : انْتَظم واسْتَوى .
النَّزَقُ : الخِفَّةُ والطيش في كلِّ أَمر .
الرِّفْدُ العَطَاءُ والصِّلَةُ .
طفق : لَزِمَ .
السدرة :شجرة النَّبِق .
سّيَّارةٌ: قافِلة .
الأحقاف : رمال طويلة متحركة.
دَيْمَةٌ : مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق. �رابية :ما ارتفع من الأرض.
شُحرور: طائر غريد .
الحَدَق : جمع حَدَقَة وهي السَّواد المستَدير وسط العْين.
البُرْدُ : كِسَاءٌ مُخَطَّطٌ يُلْتَحَفُ به .
رمَق الشَّيءَ:نَظر إليه وأتبعه بصره.
الرَّمَقُ : بقيَّة الروح .
العَلَقَة، طَوْر مِنْ أَطْوَارِ الْجَنِينِ
رتَقَ : اصلح .
ر ِبِّيُّون: من الرب وهو الملك
أَبَقَ الرّجل : هَرَب ، تَباعَدَ .
فيروسات كورونا : هي مجموعة كبيرة من الفيروسات المعدية التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، اجتاحت دول العالم في نهاية العام (2019 م ) وتجاوزت في الثلث الاول من سنة 2020 م ثلاثة ملايين اصابة ، وما زالت.
العِهْنُ : الصُّوف.
داهنَ: خدع.
الشَّفَقُ: حُمْرَةٌ تَظْهَرُ في الأفُقِ عند غروب الشمس.
اضرم : اشعل . � هَرَقَ :صبّ، سكب.
اندَلَقَت عيناه : خَرَجَت .
الغدق : الكثير .
دَفَقَ الماءُ: انصبَّ بشدَّة .
الحَبَقُ :نبات عشبيّ للزينة له رائحة ذكية جدا .
العَرَقُ : ما رَشَحَ من مسامِّ الجلد من غُدَدٍ خاصة.
مَحَقَ : أبْطَل ومَحا.
مُنْعَتِق: متحرر من القيود .
حاذِق : ماهر .
وَجَفَ : اضْطرب، هاج .
العَذِقُ : اللَّبِقُ الحاذِقُ بما عَمِلَ .
أفّاك : كَذّاب.
الوَرِق (بكسر الراء): الفضة.
العَلَقُ : التشبث بالشيئ .
الفَلَق : الصُّبْحُ عندما ينشقُّ من ظلمة اللَّيل.
حصافة: جُودةُ الرَّأْي واسْتِحكامُه.
تقفو : تتبع.
نَزِق : حادّ الطبع، سريع الغضب.
الودَق : مرض في العين ليس بالرمد.
—————————————
- [ ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق