صداقة دامية...
كانتا صديقتان مميزتان كانتا بمثابة الام والابنة.. صديقتان اختان. برغم إختلاف أطباعهما لكنهما تلاقتا بمحراب الصداقة الحقيقية او ما كانت تطلق عليها هي.. كانت الصديقة الأولى كالشمس تنشر الدفئ والضياء تخطف القلوب وتأسر العقول لها بصيرة ثاقبة ومنظور خاص بالحياة....في يوم طرق الحب باب قلبها َكان موصَدا بحكمة لكن الطارق أبي الاستسلام َكان فارساً بحصان أبيض تتنازل له الأفئدة بسيوف النبض عشقا لكنه عتّق الحب بأيسره لتلك الهادئة التي تصافح النجوم وتجالس القمر وتداعب نسمات الربيع خصلات شعرها برفق خوفاً على تلك العينان أن ترمقا صقيع الأيام .... أحيا الحب فيهما وهام بهما حد الخلود.... كانت تطير كفراشة حدائق بابل الي صديقتها محملة بكل ألوان الحب الأفلاطوني تمطر عشقاً وتغرد ألحان الهوى وكانت الأخرى تعم صمتا. وصمتا ثم ضجيج الصمت بمقلتيها صاح معلناً هدم هذه الأُسطورة وحطام هذين القلبين العاشقين... دست السم في العسل ورحيق الورد الموؤود براحتيها إختنقت به تلك النسائم الربيعية وأصبحت عاصفة غاضبة تلوذ بخلجان الهوى المسجور بصدورهم.. وبعد صراع دامٍ مع النفس الحائرة ودموع ماطرة بنيران التساؤلات.. كان الفراق المحتوم...وكانت تلك الأولى صنم من شمع يحترق يفنى لكنه متوهج الي الإضمحلال... وقفت بأعتاب دارها تستجديها النجاة... وان ترافقها للحياة وتتناسي..... قالت لها لم انتِ... لم أفرطتِ بعذابات قلبي وارسلتِ به إلى اللامنتهي.؟! .. َكان الرد صمت ودموع.. ولكن بلا جدوى.... هنا تغيرت ووقفت بأبواب الزمن تتسائل.. كيف لي من طعنة الصديق وخذلان الحب الخالد.. كيف لها أن تحيا من جديد بعد أن سُلبت منها الحياة بهشيم ثرى الغدر المعتق بالأحلام الواهية.. حلت بوحشة الليل وهامت بسبات واعٍ... وشرنقة الأيام كانت جدرانها... تقتات الألم وترتشف الذكريات..... لتمر سنوات العمر دون إدراك منها تحتضر نبضاتها.... تأنس ضريح القدر... وتهاب وهج الحب بمقلتي الزهر
رغم الدر المنثور بالحب بخطواتها رغم الأنين الباكى خلف إبتسامتها الهادئة.... قررت أن تقطن مدينتها الفاضلة هي وتلك الذكريات التي أُنجبت من رحم حب عقيم وأن تبقى بميثاق هوي يستوطن أضرحة الماضي وتبقى قاب قوسين



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق