تأملات شاعر
ينوي الصيام
رمضان مبارك كريم
و كل عام و أنتم بخير
يهل هذا الفضيل علينا باليمن والبركات و يحل بحلة بهية و طلة شهية و هو مناسبة لنيل الثواب والرحمة و المغفرة و الرجوع إلى الله والتوبة و حبذا تكون توبة نصوحا و هذا الشهر الميمون فيه سطر رجال الحق ملامحا و بطولات و فيه نزل الوحي و منه انطلق النور للعالم
هو أيام معدودات علينا جميعا أهل الإيمان والتوحيد التمتع بها و التعبد فيها و التملي بالحياة الروحية و قراءة القرآن و تدبره و التسلي بتمعن بأحرف أنزلت من السماء إلى أهل الأرض
العبادة ليست مشقة أبدا بل تسلي القلب و تنعشه و تهذب النفس و تأدب و تعالج الروح و تحرك كل الجوارح نحو الأعلى و لما هو أحلى في الوجود وأغلى
هذا شهر الصيام والقيام و الهيام في وجه الملكوت و ليس وقتا للكسل و التذمر و الشكوى إنه فرصه سانحة للمضي قدما نحو الرقي والصفاء
الأجواء الرمضانية أجواء ساحرة و آسرة
كلها فائدة و على كل مائدة تتنزل الرحمات من فطور و سحور
و حتى العبادة بالأجر المضاعف فما أحلى المساجد في هذا الزمن الجميل و ما أروع التراويح ما بعد العشاء و وما قبل الفجر
وفي كل البلدان وجد المسحراتي
و فوق كل صومعة وجد مؤذن يصدح بالأذان و يعلن صوت الحق و ينادي
لي ذكريات مع رمضان لا تنسى في قرية الساحل و مدينة العرائش والآن أنا في طنجة أستعد للصيام و لأداء الشعائر
و الطقوس و هنا لرمضان أجواء أكثر من رائعة هنا النور ينطلق في كل اتجاه و يشع
أقولها صراحة الدين يلعب دورا مهما في حياة القلب و حياة كل حي و أنا أرتاح نفسيا و صحيا حين التقرب إلى الله والتعبد و هناك أشياء يصعب علي تركها عبادة الله و قرض الشعر و نظمه والقراءة و الكتابة و العمل و سماع الموسيقى و حبب إلي السفر و التنزه و مشاهدة الهاتف والحاسوب و ما شابه ذلك و حبب إلى نفسي كل شيء جميل و هذه الأشياء تساعدني في العلاج النفسي و تسعدني
الدين في الدنيا يريح و وجود شريك صاحب وجه مليح أيضا و الفن والعلم والثقافة و الأدب يساعد المرء على العيش بسلام
ما علينا سوى الاجتهاد في هذه الحياة بما يراعي ما ذكرت سالفا
أحب رمضان كثيرا و أعتز بانتمائي للإسلام و بهويتي العربية و أفتخر بنسبي الشريف و أصلي الطيب و سعيد جدا بمغربيتي و
جذوري سني المذهب و علوي الهوى و صوفي التوجه و سلفي المرجع و مؤمن بالله و رسله جميعا و كتبه وملائكته و اليوم الآخر والقدر خيره و شره و مستعد للدفاع عن قناعاتي و الموت في سبيلها
و من خلال الإرث الذي ترك لي أستطيع القول أني أقبل بالآخر كيفما كان و بما لا يتعارض مع المنهاج الذي خلفه الرسول الأكرم لي و لمن تبع هداه و أعترف أني كنت ضالا فاهتديت و أذنب باستمرار و أستغفر الله و أحب الله من صميم القلب و رسوله و أولى العزم من الرسل خاصة المسيح و كليم الله موسى عليه السلام و أب الأنبياء إبراهيم الخليل و نوح عليه السلام
الإسلام في نظري أصح من غيره و أصلح للناس هو مثالي و واقعي في الآن نفسه و يستجيب لما هو روحي و لما هو مادي دين له دولة و لا دولة يستقيم أمرها بدون دين وسطي و معتدل له أحكام في السلم والحرب نظامه شامل و كامل و عادل و منظومة لا تقبل الفوضى للدنيا حياة و للآخرة نجاة
سينتصر لا محالة و محال أن ينهزم و غيره باطل هو الحقيقة والحياة و هو الطريق الوحيد و المستقيم
هذا رمضان جاء إلينا مفعما بالطيب و موشحا بالنور الرباني وله أسرار من بداية الكون لنهايته
بحثت كثيرا في الأديان فلم أجد غيره الإسلام ذا جدوى و قيمة و بحثت كثيرا في الأمكنة والأوطان فلم أجد غير وطني أغلى و وطني هذا ينقسم إلى وطني الصغير قريتي الساحل الغناء و وطني الكبير المغرب الحبيب و وطني الأكبر منه العالم العربي والإسلامي و كل العالم وطني و في العالم أماكن لها قدسية عندي مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف و بحثت في الأزمنة فوجدت رمضان أفضلها و اليوم الذي ولد فيه الرسول محمد أجملها و اليوم الذي ولد فيه المسيح واليوم الذي هاجر فيه الرسول و العيدين أحلاها و ثالث الأعياد عندي عيد الشعر رابعها عيد الحب
الإسلام دين المحبة والسلام و لا يقبل الخنوع والخضوع والاستسلام بالدعوة يحلو و بالسيف يعلو
يطالب أتباعه بمحاربة أعداء الداخل النفس والشيطان والدنيا والهوى و أعداء الخارج كل من يعلن الحرب عليه
و لابد لنا من الاعتصام بحبل الله و عدم التفرقة
ولابد من إحداث مراجعة فكرية و تصحيح المسار و هذا ما فعلته و عرفت بعد عيشي الطويل على الأرض حقائقا كانت عندي و كنت أجهلها و شاهدت بأم عيني حقيقة العالم المزيف و تأكدت أن من لا خير فيه لدينه و وطنه و قومه لا خير فيه و العالم كله ينافق و يكيل بمكيالين و يدعي الفضيلة فقط و يدعي المحبة والسلام علنا و سرا يقتل و يذبح و عرفت أن الغالبية تتبع أهواءها و مصالحها و تعبد المال والجنس و كل شيء عندها تغلب عليه السياسة وتفضل الدنيا الزائلة عن الآخرة
الحب ليكون صادقا لابد أن يكون متطرفا و لا منطقة وسطى في الحب مع أو ضد
نقتدي بالسلف الصالح و علينا أن نكون خير خلف لخير سلف
هذا اختياري و هذه قناعاتي و هذا ما أملاه علي ضميري و لن أحيد عن هدفي
و يشهد الله أني أحب الجميع و لا أؤمن بسفك الدم و أكره الموبقات و أحب وصايا الله و أعمل قدر الإمكان على تطبيقها و بجهاد الدفع و الطلب سأحرر نفسي
دائما أمد يدي بالسلام لكني لا أحب الفساد في الأرض والغلو والاستبداد و أكره الطغاة والبغاة و أرجو للعصاة التوبة و للإقلاع عن الذنب و في عالم صار ممتلئا بالزناة و العراة و فساد الولاة و الرعاة و القضاة والدعاة صار لزاما علينا إعلان النفير العام و الجهاد بالقلب واللسان واليد
و الإيمان أحلى و الشهادة لأجل الدين والوطن أغلى و منزلة الشهيد دائما أعلى
لأجل الدين والأرض والعرض نبذل النفس والنفيس و الله أدرى بعباده و هذا ما جادت به قريحتي
بعد أحداث كثيرة في حياتي و بعد الشك صار يقينا عندي دين الله و صار التعلق بالشيء بالباقي يغني عن الشيء الفاني
إخترت أن أكون على ما أنا عليه و ما إختاره لي الله و ما جعلني عليه و من منزلة الإسلام أتطلع لمنزلة الإيمان والإحسان و من التشهد و أداء الصلاة والصيام أتطلع لأداء الزكاة و أمني النفس بالحج و أن أجد استطاعة إليه
لن أكون ضالا بعد اليوم أو مضلا بل سأهتدي بنور الله و سوف أسعى لتبليغ الرسالة و أداء الأمانة و سوف أحمل قلمي و هو سيفي الذي سأشهره في وجه الظلام و كل ما هو حرام سأحمل كتابي و سأخط عنوانا له بكل المعاني الجميلة
تأملت في الكون والملكوت كثيرا فوجدت الله حاضرا في كل شيء و ليس كمثله شيء و تأملت في ذاتي وفي الآفاق فعرفت روعة الخالق و جماله و قوته
ومن خلال هذا التأمل اتخذت قرارا هاما في حياتي وهو السير في الطريق الصحيح و قررت الصيام والقيام و التفرغ للعبادة عساني أنال الشهادة و سأكون هذا الشهر على وجه الخصوص مكثرا من القراءة و مقلا من الكتابة و سأشغل نفسي بالعمل و كلي أمل في حياة أفضل و أجمل
َمع اقتراب رمضان أشعر بأشياء بداخلي لم أشعر بها من قبل كأني أشعر بدنو أجلي و خاطري يقول عليك أن تكون كما يحب الله و دع عنك كل شيء مشين و مهين و دع عنك بهرج الدنيا الخداع
لن أخدع نفسي بعد الآن و لن أخدع غيري و لن أجامل أو أنافق الأسود أسود والأبيض أبيض و سأعيش لأجل ما هو سامي و سأترك أشعاري و أفكاري لكم و أرحل و ما أطلبه لنفسي أتمناه لغيري ولا أعتقد أن الله سيعذبني و أنا أستغفر و أصلي و أحب الخير و أعمل صالحا بناء على إيماني الحقيقي و الله في هذه الأيام المباركة سيرحمني و في كل زماني و وجودي أيضا
ولن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله
تقبل الله صيامكم و قيامكم و سائر أعمالكم و بارك الله حياتكم
أحبكم في الله جميعا
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق