الثلاثاء، 1 مارس 2022

محطة في الذاكرة ● 《الأديب عبد الغني العطري


 شكراً للأديبة الشاعرة مها نصر على الدعوة الكريمة وتقبلوا مساهمتي الأولى 


        -*-*-*-*-*-*-

●  محطة في الذاكرة ●


 《الأديب  عبد الغني العطري 》

  ○شيخ الصحفيين السوريين○

       (  ١٩١٩   ---   ٢٠٠٣  )

الأستاذ والأديب الصحفي المرحوم " عبد الغني العطري " نجم مشرق في دنيا الصحافة السورية وعلى مدار نصف قرن ونيف ٠٠

كان مدرسة بحد ذاتها في الصحافة والأدب  والتأليف 

عشق الكلمة  و أبحر في أغوارها هائماً في طياتها وأعطاها من قلبه وروحه الشيء الكثير ٠٠٠٠

كان لا يزال على مقاعد الدراسة الثانوية حيث شغلته الصحافة باكراً فعمل على إصدار أول مجلة وكانت بعنوان " الصباح " وكانت مغامرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ٠٠

كان العالم في حالة حرب والورق مفقود ومواد الطباعة صعبة المنال ورأس المال لا يتجاوز ال ٢٠٠ ليرة ورئيس تحريرها الطالب الذي لا يتجاوز العشرين من عمره ٠٠

وصدرت الصباح في السادس من تشرين الأول عام ١٩٤١ وكانت مفاجأة في الوسط الأدبي والثقافي   في الوطن ٠٠٠

على صفحات الصباح ظهر نزار قباني في محاولاته الشعرية الأولى وكتب على صفحاتها عبد السلام العجيلي ٠٠ بديع حقي ٠٠سهيل ادريس ٠٠سعد صائب ٠٠خليل تقي الدين ٠٠محمد البزم ٠٠ شفيق جبري وعدنان  مردم بيك والصافي النجفي وآخرين

وعلى صفحاتها نشر الأديب المصري " محمود تيمور " اجمل روائعه القصصية ٠٠

تتوقف بعدها الصباح بسبب الحسد وضيقة العين

ولأن كل انسان موهوب وناجح يحارب وتوضع العصي في عجلات ازدهاره و طريق تقدمه  ٠٠

وهذا من أهم أسباب تخلف مجتمعنا العربي ؟

لكنَّ " العطري " رحمه الله لم ييأس فعقد العزم وأصدر مجلة جديدة هي " الدنيا "

في ١٧ آذار عام ١٩٤٥ ٠٠

كانت نسختها الواحدة تكلف ليرة سورية تعتبر ثروة في ذلك الوقت لكنه جعل ثمنها ٣٠ قرشاً لم يصله منها سوى أقل من عشرين قرشاً ٠٠

اشتهرت الدنيا في الوطن العربي بشكل ملفت وسجلت نجاحاً لم تحظى به أي مجلة سورية ٠٠

لتتوقف أيام الوحدة مع مصر بأمر عبد الحميد السراج مع كافة الصحف والمجلات ٠٠

وتعود بعد الانفصال في آب  ١٩٦٢ حتى الثامن من آذار حين استهل حزب البعث عهده بإلغاء امتيازات جميع الجرائد اليومية وأوقفت المجلات الأسبوعية عن الصدور إلى حين حصولها على موافقة وزارة الإعلام على استئناف صدورها ٠٠

يغادر بعدها العطري إلى السعودية ليعمل في وزارة الإعلام لمدة عامين  ٠٠

الا الظرف الصحي وأجواء الرطوبة والحرارة العالية  منعته في الاستمرار٠٠

ليعود به الحنين إلى ياسمين دمشق ويتابع الكتابة في الأدب عبر مجلات " العربي " و" الفيصل "و " المجلة العربية" ويتسلم رئاسة المكتب الصحفي في السفارة السعودية بدمشق  وبعدها يبدأ برحلة التأليف ليكون كتاب " أدبنا الضاحك" باكورة إنتاجه  وصدر عن دار النهار في بيروت والمؤسف انه لم يتقاضى قرشاً واحداً من الدار لقاء اتعابه ولم تسنح له الفرصة للذهاب إلى لبنان  بسبب اندلاع الحرب الأهلية ٠٠

وبعدها تبدأ رحلة الإبداع في سلسلة العبقريات التي تحدث فيها عن  شخصيات في الأدب و الفن والسياسة والجهاد وألقى الضوء عليها فهي تستاهل أن نقف عندها مطولاً ولا نستطيع في هذه العجالة  أن نوفيها حقها ٠٠٠

 الحديث عن الأديب الدمشقي البار عبد الغني العطري  حديث ذو شجون  

عندما وقع تحت يدي كتابه عبقريات شامية قرأته بشغف كبير  ودفعني اعجابي بالكتاب  إلى كتابة رسالة شكر له  ٠٠

وتدور الأيام  وتسوقني الصدفة في أحد ايام شهر نيسان من العام ١٩٩٧ كنت أتجول في سوق الحميدية وقلت في نفسي سأتعرف عن قرب بالأستاذ الأديب  عبد الغني العطري سيمّا وان مكتبه كان في السنجقدار بجانب سوق الكهرباء ٠٠

والتقيته ورحب بي اجمل ترحيب وكم كانت دهشتي كبيرة اذا انه لا يزال محتفظاً برسالتي والتي أعجب بها وشكرني عليها

خلال حديثي معه أخبرته أن كتابه قلب ونار الذي كتب مقدمته الأديب المصري الراحل  محمود تيمور هو الكتاب المفقود بين كتبه التي بحوزتي ٠٠

فيقدم لي النسخة وكانت يتيمة لديه بكل أريحية وطيبة خاطر وارفقها بكلمة إهداء  بخط يديه لازالت عندي من إجمل الكنوز ٠٠

وتستمر صداقتنا إلى أن يأتي ذلك اليوم المشؤوم

من أيام شباط ٢٠٠٣ اذا يتعرض  الأستاذ ابو سامر لحادث اصطدام من سائق ارعن طائش يودي بحياته رحمه الله ٠٠

عبد الغني العطري وعبقرياته الخالدة ستبقى نجوم مضاءة في واحة الأدب وهيهات أن تنسى

وبكل أسف منذ رحيله عن دنيانا لم يكرم بالشكل الذي يستاهله نظير إبداعه الأدبي الجميل ٠٠

ولا شك لنا عودة للحديث عن مجمل أعماله ٠٠

الا أن  المروءة والوفاء تجلّت  في صديقي الأستاذ و الاديب المبدع " غسان كلاس" فقد قدم عنه ندوة تكريمية في ثقافي ابو رمانة وحضرها نجله الأستاذ سامر و لفيف من  الادباء و المهتمين من أصدقاء الراحل استحق عليها كل الشكر والعرفان كما واصدر عنه  فيما بعد كتاباً جميلاً يستحق القراءة 


رحم الله الأديب عبد الغني العطري  رحمة واسعة ولنا في كتبه وإرثه الأدبي وسجاياه العطرة  نشوة الذكرى  ووهج الحنين الذي لا ينضب ٠٠٠٠

وللحديث بقية  ٠٠٠

دمتم بخير أحبتي 

ويسعد صباحكم ٠٠٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...