_ فهمت الحياة متأخراً _
جبت الأرض طولاً وعرضاً
وتجولت في أصقاعها زمناً
وعاشرت أقوامها أشكالاً وألواناً
ولم أفهم الحياة إلا متأخراً
عشت حياة البلهاء غباءً
أحببت أناساً يضمرون لي شرَّاً وكرهاً
كانت يدي تجود الخير دوماً
وهم يضحكون في وجهي نفاقاً وإفكاً
أدركت هذا بعد أن سقطت عن جوادي
ولم يعد بوسعي النهوض وأصبحت أعاني
فظهروا على حقيقتهم بزيفهم أمامي
وبدت الأفاعي تطلُّ برأسها قُدَّامي
دون خجل أنكروا جميلي وإحساني
قطعوا كل صلات القربى وهربوا من أمامي
واتهموني ببشيع الصفات وبأني عدواني
يعطفون على بعضهم ويظهرون الحب والتفاني
أما أنا فقد أصبحت لديهم من الماضي الفاني
أدركت أنني عندهم لا أساوي درهماً أو دينار
حتى الذين تحت حمايتي إلى الآن يتمنون لي الموت في الحال
رغم أنني لم أقصر معهم وكانوا ملء البصر والبال
وإن حدث بعض التقصير فهذا من ضيق الحال
وهو أولاً وأخيراً قدرٌ من الأقدار
واأسفاه على حياة مضت في الأوهام
وضعتُ المعروف في غير أهله فيا للخسران
(( غازي جمعة ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق