شعر الطبيب الأديب/ يوسف بن عبدالعزيز صافي الجيل
رَأَيْـتَ بِقَـصْـدِ العَـيْبِ فِـيَّ نَقَائِصـاً
تُـرَدِّدُهَــا فِـي كُــلِّ نَــادٍ وَتَـفْـخَــــرُ
وَتُـعْـلَمُ فِـي طَـبْعِي عُـيُوباً تُذِيعُـهَـا
وَفِي نَفْسِكَ العَيْبُ الَّذِي لَسْتَ تُبْصِرُ
وَتَـحْـسَـبُ أَنَّـنِي إِذَا مَـا انْتَقَصْتَـنِي
سَـأُبْـدِي عُـيُـوباً فِي طِـبَـاعِـكَ تُسْتَرُ
فَـيَا أَيُّـهَـا السَّـاعِي بِنَقْصِ فَضَـائِلِي
وَمَــا لَـكَ مِـنْ فَـضْـلٍ يُـعَــدُّ وَيُـذْكَـرُ
كَـفَـانِي بِـأَنْ تُـهْـدِي إِلَـيَّ مَـعَـائِـبِي
فَأُصْـلِحُ مِـنْ شَـأْنِي وَنُصْحُكَ يُشْكَـرُ
وَإِنْ كَـانَ لِـي ذَنْـبٌ وَرُحْـتَ تَـقُـتُّهُ
فَــذَنْـبِي إِلَـى أَدْنَـى ذُنُـوبِــكَ أَيْـسَـــرُ
فَـشَـتَّـانَ مَــا بَـيْـنِي وَبَـيْـنَ مُـرَادِكَ
يُـطَـاوِعُـنِي طَـبْعِي فَأَسْمُو وَتَصْغُـرُ
وَإِنِّـي أَرَى وَجْـهِي بِعَيْنِكَ إِذْ تَـرَى
عُـيُـوبـاً لِعَـيْنِي عَـنْ طِـبَـاعِكَ تُخْـبِرُ
فَتَصْغُرُ فِي عَيْنِي وَيُجْـلَى عَوَارُهَا
وَتَـبْـقَى عَلَـى طَـبْـعٍ دَنِـيءٍ وَتَخْـسَـرُ
وَيَـبْـرَأُ جُـرْحِـي وَالـطِّـبَـاعُ تُـلَازِمُ
فَـيُـؤْثَـرُ فَـضْـلِي وَالـفَـضَـائِـلُ تُؤْثَـرُ
وَذَمُّـكَ لِـي وَالـمَـدْحُ مِنْـكَ سَوَاسِيَه
وَمِـثْـلُـكَ مِـنْ مِـثْـلِي يُـــذَمُّ فَـيَـفْـجُـرُ
وَسِــيَّـانِ عِـنْـدِي إِذْ بِـذَمِّـكَ أُشْـهَـرُ
وَمَـا يَسْـتَوِي فِي الذَّوْقِ مِلْحٌ وَسُكَّـرُ
فَـحِـقْــدُكَ فِـي كُــلِّ الـنَّـوَازِلِ بَـيِّـنٌ
وَمَجْـدِي أَثِيْلٌ فِي المَـحَـافِـلِ يُـشْهَـرُ
وَقَـدْ يَنْشُرُ الفَضْلَ الحَسُودُ وحَـاقِـدٌ
كَـمَا أَنَّ حَـرْقَ الطِّيْبِ مِسْـكٌ وَعَنْبَرُ
وَمَـا أَنْـتَ مِمَّنْ أَحْـذَرُ اليَومَ قَـوْلَــهُ
وَمَـا قُـلْتَ شَيءً قَــدْ يُخَـافُ فَيُحْـذَرُ
وَمَــا أَنْتَ لِـي نِـدٌّ عَلَـى أَيِّ حَـالَــةٍ
وَمِـثْـلُـكَ قَــدْ يَـبْـغِي عَلَـيَّ فَـأُنْصَــرُ
وَقَـدْ كَـانَ فِـي أَيُّـوبَ لِـنَّاسِ أُسْـوَةٌ
تَـجَـمَّـلَ بِالصَّـبْـرِ الجَـمِـيْلِ فَنَصْـبِرُ
وَمَــا أَكْـثَـرَ الـوَاشِـيْنَ حِـيْنَ تَعُدُّهَم
وَمِـثْـلِي عَـلَى الـدَّهْـرِ يَعِـزُّ وَيَـنْـدُرُ
وَإِنِّـي عَـلَـى قَـــدْرٍ وَإِنَّـكَ جَــاهِـلٌ
وَإِنِّـي أَفِـي فِي كُـلِّ حَـــالٍ وَتَـغْــدُرُ
وَلِـي قُـــدْرَةٌ فِـيْـمَــا أَقُــولُ فَـأَفْعَـلُ
وَتَعْـجَـزُ عَـنْ قَـولِي وَتَعْـيَا وَتَقْصُرُ
فَـمَـا عَـتَـبِي حِـيْـنَ الِّـقَـاءِ بِـجَـاحِـدٍ
إِذَا لَـمْ يَـكُـنْ فِي نَـفْسِـهِ العَيْبُ يُنْكَرُ
وَقَدْ يُغْبَنُ الأَحْـرَارُ فِي عُقْرِ دَارِهِم
وَيَـلْـهُـو بِهِمْ ذُو خِــسَّـةٍ ثُمَّ يَـسْـخَـرُ
شعر /يوسف صافي الجيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق