"أوراق من الماضي"
بهاجسٍ من الذكريات صعدت الى الطابق العلوي من البيت وتوجهت الى الغرفة الوحيدة في أقصى الرواق...هي غرفةٌ صغيرةٌ معتمةُ رطبة...
توقفت امام مكتبتي القديمة التي تهالكت منذ سنوات فأحلتها على التقاعد... قلبّت حافظات أوراقي... وبلا تردد سحبت الحافظة الخضراء شبه الممزقة وعليها عبارة "كتاباتي القديمة".
في الصفحة الأولى وجدت النص الاتي:
١٩ تموز عام....
عدت من حي الوزيرية ببغداد حيث تسلمت نتيجتي في الإمتحان الوزاري للسادس العلمي، وقد حققت النجاح وبمعدلٍ جيد.
كانت فرحتي لا توصف لكوني لم اكن حينها طالباً. بل شاركت ضمن الطلبة الخارجيين.
دخلت الى زقاقنا من جهة الشارع العام متجهاً نحو بيتنا الذي كان اخر بيت في الزقاق.
كان الاهالي يقفون امام بيوتهم بانتظار نتائج ابنائهم وهم على أحر من الجمر... سألني أحدهم باللهجة المحلية:
بشّر؟
فقلت ناجح... هنا صدحت زغاريد جارتنا ام عصام رحمها الله "والتي تجاوزت جانب الرصافة كله وسمعها أهل الكرخ أيضاً"
فاجتمع حولي من كان هناك حينها واجريت لي (زفّة) أذهلتني.. ما هذه الطيبة لدى الجيران بمختلف اعمارهم.. كان الفرح جماعياً لا يشبه افراح السنين العجاف التي أتت لاحقاً... احسست بأن لي أهلٌ من خارج عائلتي... توقفت عن القراءة وقبل ان اغلق الحافظة نزلت دمعة.
الأديب حسين صابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق