خاطرة ُ الصباح : 20/04/2022 : 19 رمضان .
قبسات ٌ من نورٍ(نسَائِم ُ رمضان العطرةُ):" رمضان شهرُ النصر والظَفَر": بقلم ِ: حسين نصر الدين .
في ذكرى نصر 10 رمضان"6 اكتوبر" : كلمة ٌ ختامية ٌ عن نصر أكتوبر المجيد :من جعبةِ الذاكرة(4 من5):
عاصرتُ أيام حربِ أكتوبر وعايشتُها بنفسي ، كما أرويها من ذاكرتي ، أبطال حرب أكتوبر ونماذج لبطولاتهم : واليوم ُ أروي لكم من خلال ذاكرتِي عن :
بطل أبرز من أبطال حرب أكتوبر البواسل الذين أبلوْا بلاءً حسناً وهذا تاريخهم وتاريخنا المُشرِّف الذي يجب أن نفخرَ به . استشهاد البطل الفريق : عبد المنعم رياض (أ) :
منْ هو عبد المنعم رياض .؟
ولد عبد المنعم رياض : في 22 أكتوبر عام 1919م بقرية سبرباي،إحدى ضواحي مدينة طنطا، والده القائم مقام محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية، وله 5 إخوة وأخوات ، وتنقل بين عدة مدارس مع تنقل والده المستمر، فحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة الرمل بالإسكندرية ، والتحق بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية بالفاهرة ، حيث مثلها في اللجنة التنفيذية لطلاب المدارس التي ضمت أيضا جمال عبد الناصر، ونظمت اللجنة المظاهرات ضد الاستعمار(فارس وطني من يومه)، وحصل على البكالوريا في عام 1936.
أنهي دراسته في الكلية الحربية عام 1938م في نفس دفعة جمال عبد الناصر، وأجاد عدة لغات كالانجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944م، وأُوفدَ إلى بريطانيا للدراسة في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في ماتوبير، ثم مدرسة فن المدفعية بلاركهيل البريطانية عام 1945م، وسافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي في أبريل عام 1958م؛ لإتمام دوره في الأكاديمية العسكرية العليا، وحصل على تقدير امتياز ولقب "الجنرال الذهبي"؛ لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية، أتم دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966م، ورُقي إلي رتبة الفريق في مايو عام 1967م .
عمل بسلاح المدفعية المضادة للطائرات، ثم بالفرقة الخاصة لها، عُين مُدرساً بمدرسة المدفعية ثم كبير المعلمين بها، تولي قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو لايزال برتبة المُقدم ، نائب رئيس شعبة العمليات عام 1962م، وشارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و 1942م، وحرب 1948م، عمل لمدة عام في إدارة العمليات والخطط بالقاهرة، وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين؛ ولدوره منح وسام الجدارة الذهبي في عام 1951م، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى، ووسام نجمة الشرف، وواجهة العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م وحربي 1967م والاستنزاف .
صمم خطة الحرب "الخطة 2000" انبثقت عنها خطة مرحلية أُطلق عليها اسم جرانيت لاقتحام خط بارليف والوصول إلي المضايق الإستراتيجية في سيناء ، ولمْ تكنْ حرب أكتوبر إلا تنفيذا مُتيسراً للخطة "جرانيت" التي وضعها وخطط لها هو بنفسِه .
استدعاه الرئيس جمال عبد الناصر عقب نكسة 1967م للعمل رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة وبنائها مع الفريق محمد فوزي وزير الحربية وأشرف علي الخطة المصرية لتدمير 60% من تحصيناتِ خط بارليف في حرب الاستنزاف وتحول من خط ٍدفاعي إلي نقطة إنذار مبكر وأشرف علي تنفيذها بنفسه ، انطلقت النيران علي طول خط الجبهة في 8 مارس 1969م . وتكبَّد الإسرائيليون الخسائر وتدمر جزءٌ من مواقع خط بارليف، استشهد في 9 مارس 1969 أثناء تفقده نتائج المعركة، زار الموقع رقم 6 وانهالت عليه نيران العدو فجأة وسط جنوده واستمرت المعركة نحو ساعة ونصف ، وأصابته شظية فتوفي متأثراً بجراحه ونعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تُعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه وسماه "يوم الشهيد"، وسُمى ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة نسبة له كنصب تذكاري، وكذلك نفق عبد المنعم رياض بالإسكندرية .
لمْ يألُ جهداً الفريق الشهيد البطل ولم ْ يتوان َ بل كان في الصفوف ِ الأولى في المعركة على خطِ القناة على الجبهة مباشرة ً ، دون حماية أو متاريس أو تحصين كأيِ جندي من أفراده ومرءوسيه جنباً لجنبٍ وكتفاً بكتفٍ .
وقد رصدت الصحافة آنذاك في عناوينها العريضة ومانشيتاتها : سقط الجندى الشجاع في الخط الأول عندما سقطت قنبلة على موقعه في الجبهة . (اُستشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة أمس ، عندما كان في خط المواجهة عند الإسماعيلية وأصَرَّ على أن يكون بين القوات في أحد مواقع الخط الأول . وسقطت على الموقع قذيفة مدفع فأُصيب ونقل إلى مستشفى الإسماعيلية ولكن روحه فاضت إلى بارئها والأطباء يعجزون عن إنقاذِه رغم مُحاولاتهم المُضنية) . وقدْ أُبْلغ الرئيس جمال عبد الناصر بالنبأ وهو في اجتماع مجلس الوزراء، وأصدرت رياسة الجمهورية بيانا باسمه بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة يُنعى فيه القائد الشجاع إلى الأمة العربية : "فقدت الجمهورية العربية المتحدة أمس جندياً من أشجع جنودها وأكثرهم بسالة، وهو الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة .
وكان الفريق عبد المنعم رياض في جبهة القتال أمس ، وأبتْ عليه شجاعته إلا أن يتقدَّم إلى الخط الأول ، بينما كانتْ معارك المدفعية على أشدها ، وسقطت إحدى قنابل المدفعية المُعادية على الموقع الذي كان فيه ، وشاء قضاء الله وقدره أنْ يُصاب وأن تكون إصابته قاتلة .
إن الرئيس جمال عبد الناصر يُنعى للأمة العربية رجلاً كانتْ له همةُ الأبطال تمثلَّتْ فيه كلُ خصال شعبه وقدراته وأصالته،إن الجمهورية العربية المتحدة تُقدم عبد المنعم رياض إلى رحابِ الشهادة من أجل الوطن راضية ًمؤمنةً واثقة ًإن طريقَ النصر هو طريق التضحيات.(ولقد كان من دواعي الشرف أن قدم عبد المنعم رياض حياته للفداء وللواجب في يوم مجيد استطاعت فيه القوات المسلحة أن تُلحق بالعدو خسائرَ تعتبر من أشد ما تعرض له . لقد وقع الجندي الباسل في ساحة المعركة ومن حوله جنود من رجال وطنه يقومون بالواجب أعظم وأكرم ما يكون من أجل يوم اجتمعت عليه إرادة أمتهم العربية ، والتقى عليه تصميمها قسما ًعلى التحرير كاملاً وعهدا ًبالنصر عزيزاً مهما علا الثمن ومهما غلتْ التضحيات). وللحديث بقية إن ْ كان في العمرِ بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق