الجمعة، 15 أبريل 2022

بحث ودراسة مُوجزة ٌبقلم حسين نصر الدين : النصوص(آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث شريفة)من مصادِرِها الأصيلة


 أضواء ٌ على خُطبة الجُمْعَةِ :

اعتلى المنبراليوم الجمعة المُوافق 15 من إبريل 2022الشيخ الكريم د ./ محمد حرز ، بارك الله فيه بمسجدِ دعوة الحق الإسلامية برأس البرمحافظة دمياط وعنوان خطبة اليوم(التدبر في آياتِ الصومِ في القرآن الكريم)حكمة تشريع الصوم لتقوى الله ولتهذيب الأخلاقِ ) .

بحث ودراسة مُوجزة ٌبقلم حسين نصر الدين : النصوص(آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث شريفة)من مصادِرِها الأصيلة :

والخطبة واقعٌ حيٌ مما ذكره الشيخ الكريم على المنبر وقمتُ بالصياغةِ والتعليقِ بقلمي (حتى لا يسألني سائلٌ قائلأً كان من المفروض أنْ تذكرَ كذا أو أنك َ أغفلتَ عن كذا) .

من خلال تدبر آيات الصيام في سورةِ البقرة نجدُ أنَّ حكمة َ الصومِ تقوى الله وتهذيب ِ الأخلاقِ .

لمْ يفرضْ الله سبحانه وتعالى عبادة علينا إلا وله في ذلك حكمة تقودنا إلى ما فيه صلاح أمور ديننا ودنيانا، ومن بين تلك العبادات والفرائض الصوم . تلك العبادة التي تصل بنا إلى الهدف الأسمى ، ألا وهو تقوى الله عز وجل ، فليس الغرض من الصيام الجوع والعطش ، ولكن بلوغ مراتب المتقين.

وردتْ آيات الصيام في سورة البقرة في هذه ألآيات الكريمة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)

فيقول تعالى في الآية الأولى الغرض من الصيام تقوى الله : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فالله عز وجل فرض الصيام على الإنسان من أجل التقوى، والتقوى في تحليلها اللفظي من الوقاية، والتقوى جعل النفس في وقاية مما يخاف، فهي فضيلة أراد بها القرآن إحكام ما بين الإنسان والخلُق، وإحكام ما بين الإنسان وخالقه، والمراد أن يتقي الإنسان كل ما كان فيه ضرر لنفسه أو ضرارًا لغيره .

ولقد كرم الله تعالى الأنبياء والمرسلين بأن جعل التقوى أصلاً من أصول أعمالهم وغرضًا بارزًا من أغراض دعوتهم وهدفًا من أهداف تربيتهم، ولذا وردت التقوى في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثمائة آية .

والصيام يبعث على التقوى، ويحض على الإخلاص لله في السر والجهر، ويظهر ذلك من وجوهٍ كثيرةٍ أهمها أن الامتناع عن أهم رغبات وشهوات الجسد امتثالاً لأمر الله تعالى وتقربا ً إليه وهو ما يحمل على التقوى ، ومراعاة حدود الله في كل وقتٍ ، كما أن الامتناع عنها يُضعف تحكم الأهواء الجسدية في الإنسان فلا تُسيطر عليه .

وللصيام أثر في شحذ الهمة وإعلائها، وكذلك في تهذيب النفس وجهادها لتتخلص من الأخلاق المذمومة والعادات السيئة خاصة في التعامل مع الخلق، ومُقاومةِ نزعاتِ الشر من كراهية ٍوغيْبةٍ ونميمة ٍوكذبٍ ونفاقٍ وبذاءةٍ وغدرٍ وخيانةٍ وحقدٍ وحسدٍ وغيرها . يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "من لمْ يدعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في إن يدع طعامه وشرابه"، وقال كذلك: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، وذلك لأنه لمْ يراع ِ  في صيامه حرماتِ الله وحقوقِ الخلقِ وحسنِ مُعاملتهم .

إذا فالصيام الذي يوصلنا إلى التقوى يقيم مجتمعًا خلص عمله لله وابتغى به تقواه، مجتمعًا تكاملت ْ أخلاقه وصلح أفراده ، فإذا بنا أمام صرح حضاري متميز أقامه الإسلام بفرائضه وعباداته . أحسنَ الشيخ ُ وأجاد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق