الجمعة، 1 أبريل 2022

بحث ودراسة مُوجزة ٌبقلم حسين نصر الدين : النصوص(آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث شريفة)من مصادِرِها الأصيلة



 أضواء ٌ على خُطبة الجُمْعَةِ :   اعتلى المنبر اليوم الجمعة المُوافق أول إبريل 2022 الشيخ الكريم الأستاذ/ محمد حلمي ، بارك الله فيه بمسجدِ دعوة الحق الإسلامية برأس البرمحافظة دمياط وعنوان خطبة اليوم(استقبال رمضانِ) .

 بحث ودراسة مُوجزة ٌبقلم حسين نصر الدين : النصوص(آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث شريفة)من مصادِرِها الأصيلة . 

 الخطبة واقعٌ حيٌ مما ذكره الشيخ الكريم على المنبر وقمتُ بالصياغةِ والتعليقِ بقلمي (حتى لا يسألني سائلٌ قائلأً كان من المفروض أنْ تذكرَ كذا أو أنك َ أغفلتَ عن كذا):

(نسائِم ُ شهر رمضان المُبارك) في استقبال ِ الشهرِ الكريم :

نحن على مشارف ركن من أركان الإسلام ، سيطل علينا ببركاته ، ويفيض فيه ربنا برحماته وبالعتق من نيرانه ، إنها ساعاتٍ قلائلَ ويهلُ ضيفٌ كريمٌ ينتظره ملايين الناس بكل شغفٍ ، ولكن يتباين هؤلاء الناس في طريقة استقبالهم له ، فقد استعد له أهل الفن بمئات الأفلام والمُسلسلات ، واستعد له البعض بألوان الطعام ، فما هو استعداد من يُريدُ رضا الرحمن والرقي إلى أعلى الجنانِ ؟ .

 قال الله تعالى معظما ًشهر رمضان )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(الآية 183 من سورة ِ البقرةِ ، وقال تعالى) شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(الآية 185 من سورةِ البقرةِ ، هذا الشهر المبارك موسم خير، وموسم عبادة، تتضاعف فيه همة المسلم للخير وينشط للعبادة .

 ولقد كان النبي  صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ، ويحفزهم فيه للعمل الصالح ، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال:  (أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم) رواه النسائي والبيهقي .

 إن شهر رمضان مليء بالفضائل ، وتعرض فيه الأجور العظيمة فهنيئاً لكل من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، واستغل ساعاته استغلالاً. ويكفي من فضائل رمضان أنه سيُنجي صاحبه من كرب الإحراق أثناء مروره على الصراط ، فهو عازل لك من النار أثناء مرورك على الصراط ، حيث قال رضي الله عنه(الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنْ النَّارِ) رواه الإمام أحمد . فقد روتْ أم المؤمنين عَائِشَةُ  رضي الله عنها  عَنْ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم قَالَ (الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ، فَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلا يَجْهَلْ يَوْمَئِذٍ، وَإِنْ امْرُؤٌ جَهِلَ عَلَيْهِ فَلا يَشْتُمْهُ وَلا يَسُبَّهُ ، وَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه النسائي .

 وقال عُبَيْدَةَ بْن الْجَرَّاحِ رضي الله عنه : "الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا "، رواه النسائي، أي أن الصوم عازل ومانع من حرارة النار ما لم يخرق هذه العازل بالذنوب التي أشدها الغيبة .

قالَ قائل ٌ :

رمضان أقبل يا أولي الألباب           فاستقبلوه بعد طول غياب ..

عامٌ مضى من عمرنا في غفلةٍ         فتنبهوا فالعمر ظل سحاب ..

وتهيّؤوا لتصبرٍ ومشقةٍ             فأجور من صبروا بغير حساب ..

الله يجزي الصائمين لأنهم            من أجله سخروا بكل صعاب ..

ووقاهم المولى بحر نهارهم           ريح السموم وشر كل عذاب ..

وسقوا رحيق السلسبيل مزاجه          من زنجبيلٍ فاق كل شراب ..

رُوِيَ إن الإمام مالك كان يقرأ في المسجد يروي أحاديث النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وكان عنده يحيى بن يحيى الليثي  راوي الموطأ عنه ، والطلاب حول الإمام مالك . فصاح صائح : جاء للمدينة فيلٌ عظيمٌ ، ولمْ يكنْ أهلُ المدينة رأوا فيلاً ؛ لأن الفيل ليس موطن هذه البلاد ، فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل ، وتركوا مالكاً ، إلا يحيى بن يحيى الليثي فقط . فقال له مالك : لم؟ هل رأيت الفيل قبل ذلك؟، قال: إنما رحلتُ للمدينة  لأرى مالكاً لا لأرى الفيل . وللعلم أن الإمام مالك ، أثابه الله وروايته في الموطأِ والتي تُروى الآن في شرق الأرض وغربها المعتمدة لموطأه إنما هي رواية يحيى بن يحيى الليثي ، مع أنه من صغار طلبته هناك روايات أناس أكبر منه لم ْيُكتبْ لها القبول ، كما أنَّ الإمامَ مسلماً في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي، وفي عصرنا هذا تتعددُ صورُ الفيَلَة ، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله.أحسنَ الشيخُ وأجادَ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق