بين ربيع وخريف .. بقلم الشاعرة المبدعة:فاتن.

 بين ربيع وخريف ..

بقلمي:فاتن. 

قالت لي الأيام 

لما أطللت عليها ذات ربيع..

هاك قلبي..

هو لك كتاب..

خطي فيه ماشئت..

سأمنحك الوداد والمداد بكل الألوان..

دوني فيه بوح قلبك وهمس الروح..

هو لك صفحة بيضاء..

ارسمي ولوني بريشة الأماني ما تودين..

لا تتخوفي.. لا تتحرجي فكلي طوع أمرك..

قالت لي..

انا مذكرة افكارك وخلجات نفسك 

وشكوى روحك..

أنا سطور حكايتك الجميلة..

وعدتني أن حكايتي ستكون سعيدة 

البداية والنهاية..

أين أنت أيتها الأيام..؟

أين وعودك..؟

لم أعد أرى إلا طيفك

 يتسربل بوشاحات الليل والنهار..

يجر ذيول شموس وأقمار

يحث خطى لا تتوقف..

يغالي في العدو.. ولا يكترث لمن تخلف..

أم أن وعودك سطرت 

على أوراق هشة آيلة للسقوط..

تناثرت كأوراق الخريف..

تلاعبت بها رياحه  في كل طريق..

أم هي سحابة بخرتها شموس الصيف..

أم ربما كانت لوحة رسمتها أضغاث أحلامي..

حين سرقت الغفوة أجفاني ذات ربيع..

أيتها  الأيام لم لاتلتزمين بوعودك..؟

أريد إتمام رواية بدأتها معك..

قبل أن تغتال الأقدار أقلامي..

و تكسر ريشتي وتبعثر ألواني..

فهي تخبط خبط عشواء..

تسفك لأمانينا الدماء..

تبادلنا السعادة بالشقاء..

تحتجزنا في أتون رحاها 

تقطع أوصالنا كيف تشاء..

أيتها الأيام..

مازالت الأماني تصرخ وتصارع..

ومد الزمان وجزره بسيفه يقارع..

وبأشرعة سفنها المتهالكة يتلاعب.

مازالت متشبثة بما بقي من رمق..

مؤمنة بأن قائد السفينة..

آخر من يغادر أو يغرق..

أيتها الأيام عودي..

ولروحي من أيادي ودك مدي..

وبنفحة من نفحات جمالك جودي..

نفحة تزهر الروح..

وتعود للإشراق من جديد..

أنا روح طيبة وساذجة..

تراكم الأحزان على المتاعب..

لكن مجرد فرحة بسيطة

تفتح لها الأبواب وتنسيها 

ما كان من ألم وعذاب..

فلا تتحرجي ولا تترددي..

فقط عودي..

و بشيء من وعودك في..

يستحيل ربيعا خريفي.

د.فاتن جبور 

سفيرة السلام العالمي .