السبت، 16 أبريل 2022

كلمة ٌ ختامية ٌ عن نصر أكتوبر المجيد : بقلم الشاعر : حسين نصر الدين


 


خاطرة ُ الصباح : 16 /04/2022 : 15 رمضان   .

قبسات ٌ من نورٍ(نسَائِم ُ رمضان العطرةُ):"  رمضان شهرُ النصر والظَفَر": بقلم ِ:حسين نصر الدين  .

في ذكرى نصر 10 رمضان"6 اكتوبر" :

كلمة ٌ ختامية ٌ عن نصر أكتوبر المجيد : من جعبةِ الذاكرة(1من5): ما عاصرته أيام حربِ أكتوبر وعايشتُه بنفسي ، كما أرويه من جعبة ِ ذاكرتي ، ثم آوي إلى ركنٍ رشيد ِ ٍ أوأقولُ : كما قال نبي الله موسى عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام : ثُم أتولى إلى الظلِ وأقولُ )إني لِمَا أنزلتَ إليَّ رب ِ من خيرٍ فقيرٍ( ، فالذاكرة القوية هذه نعمة ٌ من الله عزَّ وجلَّ نحمده عليها حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه : ثمَ نقولُ : لماذا انتهت الحرب باتفاقية كامب ديفيد ودخولنا مرحلة السلام؟ : وإن ْ كان َ هذا الكلام لا يروقُ للبعضِ .!

فالسلامُ رسالةُ الأنبياء ، ولولا الحرب ما كان السلام ، والسلام مُهمٌ من أجل البناء والتنمية ، وأن نعيش في اطمئنان ، وأمن ٍ وأمان ٍ واستقرار ٍ ، والحرب إجهاض وإهدار للمال والنفس ، والإسلام دين سلام ، ولكنَّا خُضْنا الحرب من أجل السلام ، كما قالها الزعيم الراحل محمد أنور السادات ، عليه رحمة الله .

وباعتباري ومن خلال ِ سني ، فقد ْ عايشت ُ هذه الحقبة حرب أكتوبر 1973 ، وتحقيق النصر المؤزر بعدما تَجَرَّعْنَا مرارةَ الهزيمة في نكسة يونيو 1967 الأليمة ، وكنا صبية ً صغاراً . حيْثُ كنت ُ في الصف الأول الإعدادي بعمر 13 سنة أيام نكسة يونيو، وبكيْنا على هزيمتنا النكراء ، وكان لنا أقارب جنوداً بالجيش ، ومنهم منْ أُسِرَ ومنهم من اُستشهد في معارك يونيو 67 أو ما بعدها في حربِ الاستنزاف ِ، كما أني أتذكرُ أننا قُمنا بمظاهرة سليمة نُطالِبُ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ألاًّ ينحَّى ، ولم ْ نعرف ْ وقتها أنَّ التنحي في زمن محنة إنما هو خيانة للوطن وتخل ٍ عن القيادة ، كما أنه كان لنا جيران من مدينتنا دمياط (وكانت ْ دمياط خط الدفاع الثاني بعد مدن القناة الثلاثة بورسعيد والإسماعيلية والسويس ، ومحافظتنا من المحافظات التي فتحت صدرها قبل ذراعيْها وبيوتِها للمُهجرين من هذه المدن وآوَتْهم ، حتى أنه صارَتْ بيننا وبينهم أواصر لُحمة ٍ ونسب ٍ ومُصاهرةٍ وقرابة ٍ وللآن . اللهم إلا حينما يلتقيان فريقا كرة القدم الشقيقان دمياط والمصري يكونا ألد الأعداء . كُنا كشباب الشارع أو الحي نلتقي بالعائدين في إجازة قصيرة جداً بعد نصر أكتوبر بالأحضان والعناق، ونُحيي هؤلاء الأبطال البواسل . وأتذكرُ حكايات جارنا محمد الصياد رقيب أول صاعقة وكان رياضيا ً جداً مفتول العضلات على بطولاتِه وبطولات أقرانِه وزملائِه من الأفراد البواسل ، وكيفَ كانوا يطلعون طلعاتهم القتالية قبيل المغرب في الوقت الذي يظنُ العدو أنه وقت إفطارهم لأنهم صائمون .؟ فكان كلٌ منهم يحمل ُ زمزمية الماء وبسكوتة في جيبِ أفروله العسكري ، وربما ينشغلُ ولا يشرب ماءً أو يأكل ُ شيئا ً ، ويروي بفخر ٍكم ْ كانوا يحققون نصراً أو يقضون على سرية من سرايا العدو ، أو يأسرون منها فرداً جنديا ً أو ضابطاً إسرائيليا ً. وكيفَ كانوا يلتحمون بهم وجهاً لوجه ، كما كُنا نُهلل ُ ونحن نلاقي أرتال المدفعية بمعداتها الثقيلة من دبابات ومُصفحات تنتقل ُ من مدن القناة إلى مكانٍ آخر عن طريق دمياط (الطريق الغربي القديم) قبل الطريق الحربي ، أو الطريق الدولي ، لم ْ يكونا قدْ أُنشئا بعد. كنا نقابلهم بالترحاب والتحية والهتاف لهؤلاء الأبطال البواسل ، ولتحيا مصر حرة ً أبية ً . كنا فرحين كثيراً بنصر أكتوبر، وأنا كنتُ أيامها في أولى كلية التجارة جامعة عين شمس ، وتأجلتْ الدراسةُ لأكثر من شهر ٍ بسبب الحرب ، وأتذكرُ أني فرحتُ لذلك كثيراً كثيراً ، لأني لم أكن أهوى هذه الدراسة بيْنما كنت أحب ُ أن أدرسَ الإعلام والصحافة ، ولكن إرادة أبي التي أبتْ ذلك وأتذكرُ قولَه أنني لجرأتي لو كتبت ُ مقالا ً لمْ يُعجبْ النظام أو المسئول فسوف يتم القبض عليَّ وتصفيتي جسدياً حتى أنهم (أهلي) لن ْ يعرفوا لي طريقاً ولن يكون لي أثراً (كان أبي رحمه الله كرجل شرطة له نظرة ثاقبة ورؤية بعيدة المدى ، فقال لي عن مصير يُشبه مصير جمال خاشوقجي قبل أن يحدثَ بأكثر من 45 سنةٍ) ، حتى أنني ولحماسي طلبتُ وشرعتُ في أن أدخل الجيش كيْ أُحاربَ مع هؤلاء الأبطال ، ولكن أبي والأسرة وأساتذتنا في الجامعة أثْنُونَا عن عزمنا أنا وزملائي عن أننا نجاهد ونساند إخواننا على الجبهة بطرقٍ أخرى ، فاشتركنا في فصائل الجيش الشعبي ، وأيضا ً فتيات دمياط الحُرَّات خرجْنَ كمُتطوعاتٍ لمُداواةِ الجرْحَى الذين كانوا يفِدُون على مُستشفي دمياط العام من مدن القناة ، كما خرجن الأمهات لدعم الجبهة وللمجهود الحربي ، فكان َ الشعبُ بكلِ فئاتِه والجيش يداً واحدة ً ، وسأشير ُ في مقالي هذا وما بعده لإثنيْن من أصدقائي على مواقعِ التواصل الإجتماعي(الفيس بوك) من أبطالِ حربِ أكتوبر المجيدة وسأروي نُبْذة ً عن بطولاتهم وهما الأخويْن الفاضليْن : الحاج محروس صابر ، وأنس عبد الله وهما من أبطالِ حربِ أكتوبر بحقٍ ، متعهما الله بالصحة والعافية ، ثم نتكلم عن محمد عبد العاطي صائد الدبابات ، واستشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض ، مروراً بقصة أسر الكولونيل عسَّاف ياجوري ، وما رواه أبي عنه . وهذا والحمد لله من الذاكرة . وللحديثِ بقية إن ْ كان َ في العمر بقية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق