الثلاثاء، 19 أبريل 2022

الخـــلـــــــق والـــمـعـــــــــــــــــــــــاد . بقلم : د . فالح الكيـــــلاني


 الخلق والمعاد كتاب جديد صدر في عمان - الاردن

.
من موسوعتي ( التفسير الموضوعي للقران الكريم )
.
الخـــلـــــــق والـــمـعـــــــــــــــــــــــاد
.
بقلم : د . فالح الكيـــــلاني
2
ب- الانســـــــا ن بيــن يـــدي المـــــو ت - القسم الثاني
بســـــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
فالانسان يتوفاه الله تعالى في حياته الدنيا بأمرين اما بالمنام حيث توفى فتخلد روح المرء الى النوم ثم تعاد الى جسده ثانية عند استيقاضه واما بالموت بعد الاحتضار فتخرج من الجسد ولا تعود اليه ثانية قال تعالى:
) الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون * )
سورة الزمر الاية \ 42
وفي ساعة انتزاع الروح من الجسد وهي عملية الاحتضار اوالنزع يتبين طبيعة المرء وكونه مؤمن او كافر.
قال الله تعالى:
( ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت ايديكم * وان الله ليس بظلام للعبيد*)
سورة الانفال الايات\ 50و51
ومن هنا يتبين لو تفحص الانسان في حالة النزع لوجد في وجهه او ظهره علاملات تدل على انه كان كافرا او فاسقا او خارجا عن حدود طاعة الله تعالى اثارا ومعالم واضحة على سحنة وجهه وهو ما يدل على تعذ يبه عند خروج روحه من جسده عند الموت .
وقد ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ايضا فقد جاء في الاثر ان ذا الروح الخبيث من الكافرين والمنافقين ومن اليهم فقال صلى الله عليه وسلم :
( ان العبد الكافر اذا كان في انقطاع الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول: ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط الله وغضبه فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول )
وهذا دليل على ان خروج الروح من جسد الكافر عند نزوعها لا تخرج الا بصعوبة شــــديدة حيث تفرق في جســده وهذه حالة اصلها الفزع والخوف و كانها تحاول الهرب عند سماعها بهذا الامر فتخرج مرغمة وبالاكراه والشدة .
اما روح المؤمن فتخرج برفق وهدوء وفي ذلك قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
( ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول: - ايتها الروح الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان -. فتخرج .. فتسيل كما تسيل القطرة من السقاء )
فالموت هو الحد الفاصل بين الحياة الاولى وبين الحياة الاخرة واول منازل الموت هو القبر وسمي هذا الحيز الذي يكون مكانا لمواراة جسد الانسان في الارض بعد انفصال الروح منه او مفارقتها للجسد قبرا للتغليب فاكثر الناس تقبر في حفرة في الارض وهذا ما يسمى ( القبر) ويشمل القبر جوف الحوت او جوف البحر او حواصل الطير او اي شيئ فيه يسع جسد الانسان بعد موته او عند خروج الروح منه . فهو اخر منازل الانسان في الحياة الدنيا واول منازله من الحياة الاخرة . فالقبر سمي قبرا لاحتوائه على جسد الانسان بعد موته وهو في الاغلب يكون في حفرة داخل الارض فهو اذن سمي قبرا بصفته التغليبية .
وقد بحثت في المصحف الشريف عن الايات التي تتحدث عن ثواب الا نسان ما بعد الموت وعقابه فوجدتها كثيرة كثيرة وكذلك في احاديث الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .
ف(القبر اما ان يكون روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار )
كما اخبرالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . فاذا خرجت روح الانسان من جسده وتحول جسده الى جثة هامدة لا حراك فيها ولا حياة . فالانسان ربما يعرف عن نفسه قبل موته انه مؤمن او كافر من خلال رؤى منا مية قد تأتيه فيرى نفسه في نعيم مقيم فيفرح به وتسر نفسه ولا ينقطع عنه الا بالاستيقاظ او يرى نفسه في عذاب شديد والله تعالى اعلم .
فالمؤمن بعد ان تقبض روحه كما اسلفنا يقول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .:
( ان ملك الموت اذا اخذ روح العبد المؤمن لم تدعها الملائكة في يد ملك الموت طرفة عين حتى يأخذوها ويضعوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط – وهو ما اشرنا اليه _ ويخرج منه كأ طيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض )
ثم قال صلوات الله عليه وسلامه:
( فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟؟ فيقولون : فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي بها الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : ( اكتبوا عبدي في عليين) – اي في اعلى درجة من درجات الجنة - (واعيدوه الى الارض في جسده ).
فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان :
- ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
فيقول: هو رسول الله
فيقولان له : وما يدريك؟؟
فيقول : قرات كتاب الله وآمنت به وصدقته.
فينادي مناد من السماء: صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا في الجنة .
قال : فيأتيه من روحها ورائحتها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .
قال : وياتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول له :
- ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد.
- فيقول له : من انت ..؟ فوجهك الوجه الحسن يجيئ بالخير
- فيقول : انا عملك الصالح
- فيقول : رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي .
وهذا ما يحصل للعبد المؤمن في قبره وهو او منازل الاخرة
اما الشهداء فتكون ارواحهم في حواصل طير خضر اللون ترعى في الجنة وتأوي الى قناديل معلقة بالعرش .
وقد قال الله تعالى :
( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون )
سورة البقرة الاية \ 154
وقال الله تعالى :
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ))
سورة ال عمران الايات \ 169 و170
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ارواحهم – الشهداء - في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعة فقال :
- هل تشتهون شيئا ؟
- قالوا اي شيئ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟؟
ففعل بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا
- يارب نريد ان ترد ارواحنا الى اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى ) .
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع
.
امير البيـــــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــد روز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق