سُورَة ُ الحجراتِ أوامرٌ ونواه ٍ: آدابُ سورةِ الحجراتِ(3 من 10) : بحثٌ وإعداد: حسين نصر الدين .
خاطرة ُ الصباح : 21/02/2022 :
(سُورة ُ الحجراتِ سُورة ُ الأخلاقِ " الأدب مع رسولِ الله صلى الله عليْه وسلم) "أ":
هَذِهِ آدَابٌ ، أَدَّبَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا يُعَامِلُونَ بِهِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّوْقِيرِ وَالِاحْتِرَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالْإِعْظَامِ ، فَقَالَ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾، أَيْ: لَا تُسْرِعُوا فِي الْأَشْيَاءِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، أَيْ : قَبْلَهُ ، بَلْ كُونُوا تَبَعًا لَهُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾: لَا تَقُولُوا خِلَافَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَقَوْلُهُ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾: هَذَا أَدَبٌ ثَانٍ أَدَّبَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَلَّا يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ صَوْتِهِ .
وهذا أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في خطابه، أي : لا يرفع المخاطب له ، صوته معه ، فوق صوته ولا يجهر له بالقول ، بل يغض الصوت ، ويخاطبه بأدب ٍولينٍ ، وتعظيم ٍوتكريمٍ ، وإجلالٍ وإعظامٍ ، ولا يكون الرسول كأحدهم ، بل يميزوه في خطابهم ، كما تميز عن غيره ، في وجوب حقه على الأمة ، ووجوب الإيمان به ، والحب الذي لا يتم الإيمان إلا به ، فإن في عدم القيام بذلك ، محذورًا، وخشية أن يحبط عمل العبد وهو لا يشعر، كما أن الأدب معه ، من أسباب حصول الثواب و قبول الأعمال .
ثم مدح من غض صوته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأن الله امتحن قلوبهم للتقوى ، أي : ابتلاها واختبرها ، فظهرت نتيجة ذلك ، بأن صلحت قلوبهم للتقوى ، ثم وعدهم المغفرة لذنوبهم ، المتضمنة لزوال الشر والمكروه ، والأجر العظيم ، الذي لا يعلم وصفه إلا الله تعالى .
وللحديثِ بقية إذا كان في العمرِ بقية . ونشكركم على حسن المتابعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق