شجرة بدون أوراق // بقلم الكاتبه المبدعة : نهدة شومان

 شجرة بدون أوراق

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

هل رأيت وأنت على الطريق متجها" لمكان ما عبر النافذة الأشجار التي تمر بسرعة على جانبي الطريق هل فكرت أن تتوقف أمام واحدة منهم

وتنظر إليها وهي واقفة شامخة تخترق الهواء بأوراقها الجميلة الخضراء الزاهية تتمايل مع الهواء وكأنها ترقص رقصة هادئة بكل ثبات وجمال وهنا فجأة يلفت نظرك شجرة آخري بجانب الطريق وحيدة فى مهب الرياح الشديدة ترتجف من البرد وشدة الرياح

وتحاول جاهدة أن تضم أغصانها

الخالية من الأوراق لتشعر ببعض الدفء وكأن هذه الأوراق هي التي تشعرها بالدفء ولكنها الآن بدون أوراقها فماذا تفعل إلا أنها تجاهد

وفي محاولة منك لمساعدتها لأعتقادك أنها تشعر فتتوقف وتتجه إليها لتسألها من أنت

انا شجرة كنت مثمرة وزاهية مثل باقي الأشجار ولكن جرفتني هنا رياح قوية لم أستطع تحملها وأصبحت كما أبدو ولكنك من الواضح أنك صغيرة السن فلماذا تبدوا عليك أعراض الخريف المبكرة وأنت ما زلت في مرحلة الربيع .لأني واجهت أشياء كثيرة في حياتي وتحملت فوق طاقتي وما يزيد لذلك كبرت قبل أواني وهاجمني الخريف وأصبحت أعيش على ذكرياتي الماضية عندما كنت أعيش سعيدة ولكن لماذا لم تحاولي أن تكوني مثل الأخرين

حاولت كثيرا" ولكن هاجمتني عواصف كثير فا نحنى ظهري وسقطت أوراقي ولا أقوي على فعل شيء وجمعت ما استطيع من قوة لأبعد عن الجميع حتي يأتي الرحيل ولكن من وجه نظري تستسلمين هذه وجه نظرك لأنك بعيد فالصورة من مكان أقرب ليست كما هي من بعيد لقد حاولت مرارا" أن أنجح في حياتي ولكن لم استطيع ففضلت أن أعيش بعيدا "على جانب الطريق وأنا أحمل معي بعض من ذكريات الماضي الجميل بدا خل قلبي الضعيف ولكن من تسبب لك في كل هذا للأسف تسببت أنا بأ ختياراتي الخطأ وتحملت جزء ا كبيرا والباقي فعله بيا

الدهر بسبب أناس ليسوا ببعيد كانوا أقرب لي من دمي الذي يجري في الوريد

وهنا توقفت عن الأسئلة لأنها اخذت في بكاء شديد وكأنه شلال ينحدر من ارتفاع كبير ويأخذ كل ما أمامه من شدة سرعتة وسمعت أنا أنين وبدأت أنسحب بهدوء لمواجهتي لها وشعوري بألم من أسئلتي التي سببت لها كل هذا البكاء وقبل أن أغادر التفت حبيت أن ألقي نظرة عليها من بعيد

وفجأة رأيت نفسي مكانها وهنا أكتشفت أني أقف أمام مرآة وكنت أنا السا ئل والمجيب #نهدة_شومان