تعالي..
شراعاً أرخى أعنته للريح
تقذفه أنى تشاء..
كما النهر ..
يلتهم المجرى ..كجائع
كما الليل
يرخي دثاراً..وشاحه..
لينعم بالنوم المتعبين
تعالي ..
مطراً
ريحاً.. شرارة دفءٍ
فإن الجليد ..يكاد يمزق قلبي الكسير..
شظايا..!
تعالي ..
كما شئتِ ..
أخبرك ما فعلته الليالي ..
بهذا المشرد في الأرض..
عنكِ بعيدٌ..
* * *
تعالي كما الموج...
يعشقُ رمل الشواطئْ
يجتاحه كل لحظة...
يحدثه عن حنين السفينة
ترسو .... إذا المد عاد!!!
* * *
كأسطورة من بلادٍ بعيدة...
بحارٍ بعيدة....
تحدث عن عاشقين ..تفرقهما العاصفات الليالي..
تعالي نفك الرموز التي تنطوي ..
في تفاصيل أحداثها...
نعيش حوادث أبطالها..
نحارب ... نشقى ..
نجوب البحار...
تغتالنا غائرات العيونِ...
وتلسعنا بسياط الفجيعة..
مثل الخرافة...
* * *
تعالي....
فمنذ اغترابي عنكِ...
ودون كيشوت ..
يقود خطاي..
أحارب ... لا شيء ... لا شيء..
إلا خيالا من الظلّ..
يمتد عشرين عاما أمامي..
* * *
تعالي كما نجمة الصبح..
تعلن ميلاد يوم جديد..
دربٍ جديد.....
لذاك الذي تاه عند تخوم الصحارى..
يفتش بين الرمال ..
يشيد فوق شواطئها..
قلعةً..
ومن برجه الرملي ..
يرقب كل الجهات..
ولا شيء ... لاشيء..
إلا الرمال ..
.... وإلا السراب بحاراً ..
* * *
تعالي...
كما وجه أمي ...
كما صوتها ... حزين ....حزين..
يهدهدني في المهد ..
حتى أنام قريراً...
كما الثلج ...
يكسو السهول ..رداءً...
قمراً..
فوق مائدة الماء... يتناثر ..
قطعاً صغيرة..
رغيفا من الخبرِ..
حلما ..على فم جائع..
كسرب من النحل ..
يغزو زهور البراري..
يلاعبها..
يزاوجها....
يمتص ما اكتنزت شفتاها رحيقاً..
* * *
أراكِ ... تطلين كالشمسِ..
يلفحني ..وهج الحنين إليكِ...
فتغمرني..
نشوة عارمة...
تعالي..
كما شئتِ....
كيفما شئتِ...
لكن تعالي...!
فشوقي إليك تعدى الحدود..!!
ناجي فرحات _ سوريا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق