الاثنين، 28 مارس 2022

تأملات شاعر// بقلم الشاعر : حامد الشاعر

 تأملات شاعر

ينوي الصيام

رمضان مبارك كريم

و كل عام و أنتم بخير

يهل هذا الفضيل علينا باليمن والبركات و يحل بحلة بهية و طلة شهية و هو مناسبة لنيل الثواب والرحمة و المغفرة و الرجوع إلى الله والتوبة و حبذا تكون توبة نصوحا و هذا الشهر الميمون فيه سطر رجال الحق ملامحا و بطولات و فيه نزل الوحي و منه انطلق النور للعالم

هو أيام معدودات علينا جميعا أهل الإيمان والتوحيد التمتع بها و التعبد فيها و التملي بالحياة الروحية و قراءة القرآن و تدبره و التسلي  بتمعن بأحرف أنزلت من السماء إلى أهل الأرض

العبادة ليست مشقة أبدا بل تسلي القلب و تنعشه و تهذب النفس و تأدب و تعالج الروح و تحرك كل الجوارح نحو الأعلى و لما هو أحلى في الوجود وأغلى

هذا شهر الصيام والقيام و الهيام في وجه الملكوت و ليس وقتا للكسل و التذمر و الشكوى إنه فرصه سانحة للمضي قدما نحو الرقي والصفاء

الأجواء الرمضانية أجواء ساحرة و آسرة

كلها فائدة و على كل مائدة تتنزل الرحمات من فطور و سحور

و حتى العبادة بالأجر المضاعف فما أحلى المساجد في هذا الزمن الجميل و ما أروع التراويح ما بعد العشاء و  وما قبل  الفجر

وفي كل البلدان وجد المسحراتي 

و فوق كل صومعة وجد  مؤذن يصدح بالأذان و يعلن صوت الحق و ينادي

لي ذكريات مع رمضان لا تنسى في قرية الساحل و مدينة العرائش والآن أنا في طنجة أستعد للصيام و لأداء الشعائر

و الطقوس و هنا لرمضان أجواء أكثر من رائعة هنا النور ينطلق في كل اتجاه و يشع

أقولها صراحة الدين يلعب دورا مهما في حياة القلب و حياة كل حي و أنا أرتاح نفسيا و صحيا حين التقرب إلى الله والتعبد و هناك أشياء يصعب علي تركها عبادة الله و قرض الشعر و نظمه والقراءة و الكتابة و العمل و سماع الموسيقى و حبب إلي السفر و التنزه و مشاهدة الهاتف والحاسوب و ما شابه ذلك و حبب إلى نفسي كل شيء جميل و هذه  الأشياء تساعدني في العلاج النفسي و تسعدني

الدين في الدنيا يريح و وجود شريك صاحب وجه مليح أيضا و الفن والعلم والثقافة و الأدب يساعد المرء على العيش بسلام

ما علينا سوى الاجتهاد في هذه الحياة بما يراعي ما ذكرت سالفا

أحب  رمضان كثيرا و أعتز بانتمائي للإسلام و بهويتي العربية و أفتخر بنسبي الشريف و أصلي الطيب و سعيد جدا بمغربيتي و


جذوري سني المذهب و علوي الهوى و صوفي التوجه  و سلفي المرجع و مؤمن بالله و رسله جميعا و كتبه وملائكته و اليوم الآخر والقدر خيره و شره و مستعد للدفاع عن قناعاتي و الموت في سبيلها

و من خلال الإرث الذي ترك لي أستطيع القول أني أقبل بالآخر كيفما كان و بما لا يتعارض مع المنهاج الذي خلفه الرسول الأكرم لي و لمن تبع هداه و أعترف أني  كنت ضالا فاهتديت و أذنب باستمرار  و  أستغفر الله و أحب الله من صميم القلب و رسوله و أولى العزم من الرسل خاصة المسيح و كليم الله موسى عليه السلام و أب الأنبياء إبراهيم الخليل و نوح عليه السلام 

الإسلام في نظري أصح من غيره و أصلح للناس هو مثالي و واقعي في الآن نفسه و يستجيب لما هو روحي و لما هو مادي دين له دولة و لا دولة يستقيم أمرها بدون دين وسطي و معتدل له أحكام في السلم والحرب نظامه  شامل و كامل و عادل و منظومة لا تقبل الفوضى للدنيا حياة و للآخرة نجاة

سينتصر لا محالة و محال أن ينهزم و غيره باطل هو الحقيقة والحياة و هو الطريق الوحيد و المستقيم

هذا  رمضان جاء إلينا مفعما بالطيب و موشحا بالنور الرباني وله أسرار من بداية الكون لنهايته

بحثت كثيرا في الأديان فلم أجد غيره الإسلام ذا جدوى و قيمة و بحثت كثيرا في  الأمكنة والأوطان فلم أجد غير وطني أغلى و وطني هذا ينقسم إلى وطني الصغير قريتي الساحل الغناء و وطني الكبير المغرب الحبيب و وطني الأكبر منه العالم العربي والإسلامي و كل العالم وطني و في العالم أماكن لها قدسية عندي مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف و بحثت في الأزمنة فوجدت رمضان أفضلها و اليوم الذي ولد فيه الرسول محمد أجملها  و  اليوم الذي ولد فيه المسيح  واليوم الذي هاجر فيه الرسول و العيدين أحلاها و ثالث الأعياد عندي عيد الشعر رابعها عيد الحب

الإسلام دين المحبة والسلام و لا يقبل الخنوع والخضوع والاستسلام بالدعوة يحلو و بالسيف يعلو

يطالب  أتباعه بمحاربة أعداء الداخل النفس والشيطان والدنيا والهوى و أعداء الخارج كل من يعلن الحرب عليه

و لابد لنا من الاعتصام بحبل الله و عدم التفرقة

ولابد من إحداث مراجعة فكرية و تصحيح المسار و هذا ما فعلته و عرفت بعد عيشي الطويل على الأرض حقائقا كانت عندي و كنت أجهلها و شاهدت بأم عيني حقيقة العالم المزيف و تأكدت أن من لا خير فيه لدينه و وطنه و قومه لا خير فيه و العالم كله ينافق و يكيل بمكيالين و يدعي الفضيلة فقط و يدعي المحبة والسلام علنا و سرا يقتل و يذبح و عرفت أن الغالبية تتبع أهواءها و مصالحها و تعبد المال والجنس  و كل  شيء عندها تغلب عليه السياسة وتفضل الدنيا الزائلة عن الآخرة

الحب ليكون صادقا لابد أن  يكون متطرفا و لا منطقة وسطى في الحب مع أو ضد

نقتدي بالسلف الصالح و علينا أن  نكون خير خلف لخير سلف

هذا اختياري و هذه قناعاتي و هذا ما أملاه علي ضميري و لن أحيد عن هدفي

و يشهد الله أني أحب الجميع و لا أؤمن بسفك الدم و أكره الموبقات و أحب وصايا الله و أعمل قدر الإمكان على تطبيقها  و  بجهاد الدفع  و الطلب  سأحرر نفسي

دائما أمد يدي بالسلام لكني لا أحب الفساد في الأرض والغلو والاستبداد و أكره الطغاة والبغاة و أرجو للعصاة التوبة و للإقلاع عن الذنب و في عالم صار ممتلئا بالزناة و العراة و فساد الولاة و الرعاة و القضاة والدعاة صار لزاما علينا إعلان النفير العام و الجهاد بالقلب واللسان واليد

و الإيمان أحلى و الشهادة لأجل الدين والوطن أغلى و منزلة الشهيد دائما أعلى

لأجل الدين والأرض والعرض نبذل النفس والنفيس و الله أدرى بعباده و هذا ما جادت به قريحتي

بعد أحداث كثيرة في حياتي و بعد الشك صار يقينا عندي دين الله و صار التعلق بالشيء بالباقي يغني عن الشيء الفاني 

إخترت أن أكون على ما أنا عليه و ما إختاره لي الله و ما جعلني عليه و من منزلة الإسلام أتطلع لمنزلة الإيمان والإحسان و من التشهد و أداء الصلاة والصيام أتطلع لأداء الزكاة و أمني النفس بالحج و أن  أجد استطاعة إليه

لن أكون ضالا بعد اليوم أو مضلا بل سأهتدي بنور الله و سوف أسعى لتبليغ الرسالة و أداء الأمانة و سوف أحمل قلمي و هو سيفي الذي سأشهره في وجه الظلام و كل ما هو حرام سأحمل كتابي و سأخط عنوانا له بكل المعاني الجميلة

تأملت في الكون والملكوت كثيرا فوجدت الله حاضرا في كل شيء و ليس كمثله شيء  و  تأملت في ذاتي وفي الآفاق فعرفت روعة الخالق و جماله و قوته

ومن خلال هذا التأمل اتخذت قرارا هاما في حياتي وهو السير في الطريق الصحيح و قررت الصيام والقيام و التفرغ للعبادة عساني أنال الشهادة و سأكون هذا الشهر على وجه الخصوص مكثرا من القراءة و مقلا من الكتابة و سأشغل نفسي بالعمل و كلي أمل في حياة أفضل و أجمل

َمع اقتراب رمضان أشعر بأشياء بداخلي لم أشعر بها من قبل كأني أشعر بدنو أجلي و خاطري يقول عليك أن تكون كما يحب الله و دع عنك كل شيء مشين و مهين و دع عنك بهرج الدنيا الخداع

لن أخدع نفسي بعد الآن و لن أخدع  غيري و لن أجامل أو أنافق  الأسود أسود والأبيض أبيض و سأعيش لأجل ما هو سامي و سأترك أشعاري و أفكاري لكم و أرحل و ما أطلبه لنفسي أتمناه لغيري ولا أعتقد أن الله سيعذبني و أنا أستغفر و أصلي و أحب الخير و أعمل صالحا بناء على إيماني الحقيقي و الله في هذه الأيام المباركة سيرحمني و في كل زماني و وجودي أيضا

ولن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله

تقبل الله صيامكم و قيامكم و سائر أعمالكم و بارك الله حياتكم

أحبكم  في الله جميعا 

بقلم الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...