الثلاثاء، 1 مارس 2022

تقلبات// بقلم الشاعر : د. غانم ع الخوري

 


.     تقلبات


تزوج كريم و سوزان بعد قصة حب طويلة 

و كانت حياتهما الأولى بمنتهى السعادة والتفاهم و مع مرور الوقت افتقدوا إلى مكمل الحياة الأسرية إلى وجود طفل يكمل سعادتهم . وبسبب تأخر الحمل 

ذهبوا لزيارة عيادة تخصصية بذلك الغرض

وبعد الفحص تبين أن السبب من الزوجة وربما يتغير الموضوع مع العلاج والوقت

كان لهذا الخبر وقع الصدمة عليهم ولكن تأملوا الخير والوصول للعلاج الشافي ولكن وبعد سنوات كان الملل و بعض من الفتور يخيم على الأحلام وعلى هناء و سعادة البيت وأصبحت الأمور كلها تسير في روتين مزعج 

الذهاب للعمل والعودة ثم الطعام والسهر قليلاً والنوم و في أحد الأيام بينما كان كريم في عيادته حيث أنه طبيب أطفال حضرت صبية تدعى أميرة ومعها إبن شقيقتها الذي تعنى به بسبب إنشغال أختها

 وقد كان كريم يعرفها سابقاً وهذا الأمر ترك أثر جميل بنفسه و بعد إجراء الفحص حدد موعد للمراجعة بعد أسبوعين

ولمّا كان اللقاء الثاني فرح كثيراً بلقائها وسألها لو تسمح بموعد لشرب القهوة في مكان عام

 وقد وافقت على الموعد وتقابلا وتبادلا الحديث والمجاملات وكان بينهم توافق جيد

ولما قرر أن يصارحها بما يجول بخاطره سألها إن كانت متفرغة بالمساء وتقبل دعوته للقاء في إحدى الأماكن قبلت أميرة الموعد فهي شعرت بارتياح وانجذاب للطيب 

وحان موعد اللقاء وكان ينتظرها مسبقاً جلست أمامه وبدء يتكلم وهو متردد كلمات فيها وعليها استفهام ؟ ولا يكاد يستطيع إكمال جملة هنا قاطعته أميرة دكتور أنت طلبت لقائي وتتكلم ولا أفهم ماذا تريد أرجوك قل بصراحة مابك .

صمت قليلاً ثم أتبع بالقول أميرة أنا معجب بك وأرغب في الزواج منك ، كان للحديث وقع المفاجئة المحبب فهي تكن له الود والإعجاب  فقالت دكتور ولكن أعلم أنك متزوج ؟

قال نعم أنا متزوج وأحب زوجتي ولكن القدر حرمنا من طفل وبالآونة الأخيرة أشعر بفراغ وحيرة  ولما التقيتك بالعيادة كان لذلك شعور جميل بداخلي ومع توالي الزيارة أصبحت أفتقد غيابك وأني أحبك أرجوك فكري جيداً ولا تجيبي الآن .

 قالت لا أحتاج لتفكير أنت تعجبني ويسعدني الزواج منك ولكن هناك شرط لي و وعد منك!

سأل ماهو ماذا ترغبين فأنا موافق

قالت أن تصارح زوجتك قبل طلب يدي

 وأن تبقي عليها زوجتك  فليس ذنبها عدم الإنجاب  و إن هي قبلت أنا أقبل

 هذا الطلب زاده بها إعجاباً وبنفس الوقت أخذته الحيرة كيف يلبي طلبها وماهي العواقب ولكنه هز رأسه موافقاً و انصرفا

وفي اليوم الثاني قرر أن يخبر زوجته برغبته بالزواج لأنه يرغب في الإنجاب ويقنعها أن الولد سيكون معيل لهما معاً في قادم السنين

تجهم وجه زوجته وبكت قائلةً آلم تعد تحبني  وما ذنبي أنني لم أنجب

 قال لها أنت الحب الأول  تبقين بالقلب دائماً إنما هي سنة الكون الأسرة والأولاد

سألت و هل وجدت من ترغب بك ؟

قال نعم إسمها أميرة

 وقد سألتها الزواج ولكنها وضعت شرط معرفتك وموافقتك قبل الزواج

الزوجة لك ماتريد أنت حبيبي ولا أرفض لك طلباً ولو كان حياتي

الزوج حبيبتي فكري ثم قرري لا داعي للعجلة

قالت لا لا أنا موافقة

 ولكن عدني ألا تنساني

 قال أنت حياتي

فقالت الزوجة حدد الموعد وعلى خير انشالله أنا موافقة ومن قلبي

  قَبلَ رأسها وانصرف


د. غانم ع الخوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق