الأربعاء، 9 مارس 2022

كيفية التعامل مع اليافعين // بقلم الكاتبة : املي القضماني


 كيفية التعامل مع اليافعين

ان الحديث عن ثقافة الطفل قديم متجدد يدور حول إيجاد ثقافة طفوليه تحمل هوية وأصالة عربيه تسهم في عملية التنمية البشرية ، لان ثقافة الإنسان هي التي تدفع فيه الحياة وهي صمام أمان من غوائل أي غزو ثقافي .. ان الاهتمام بثقافة الطفل في المرحلة المبكرة من طفولته احد جوانب الرعاية السليمة للطفولة لأنها المرحلة المناسبة للبدء في غرس القيم لتتغلغل في وجدانه لكن اهتمامنا بثقافة الطفل لا ينحصر فقط في مرحلة واحده من حياته وإنما هي عملية مستمرة تبدأ منذ الطفولة المبكرة إلى سن اليفاعة والمراهقة وسن الشباب حيث تصبح هذه الثقافة جزءا من شخصيته وسلوكه أثناء عملية النمو الثقافي والاجتماعي حتى يصل إلى سن الرشد .
ونظرا لأهمية هذا الموضوع ..موضوع أهمية ثقافة الطفل في مرحلة اليفاعه كونها مرحلة حرجة يمر بها أطفالنا ، مرحلة تتأرجح بين الطفولة والشباب ، مرحلة التجارب والتعود على ممارسات سن الرشد والبحث عن الذات والهوية ، وهي مرحلة في حد ذاتها قابله لإعادة النظر والبناء .
ان المسائل والمشكلات النظرية والمنهجية لفئة ( اليافعين ) يجب التدقيق فيها والتعمق في حيثياتها ضمن التحولات الكبرى التي تطبع عصرنا وتتوغل في بنية هذه الفئة ومصائرها المستقبلية حيث تتعرض كل الفئات العمرية في مجتمعاتنا العربية لعملية اختراق شاملة ومنسقة ، إضافة إلى أنتاج بنية ملوثة قد تأتي ي عقود قادمة على الأخضر واليابس في حياة اليافعين وبقية الأجيال .. في هذه الحال يمثل اليافعون هدفا ولقمة سائغة ، أنهم وهم ذوو الأعمار الغضة والكيانات الانتقالية والازدواجية قد يمثلون مشروعا للنهوض في شعوبهم وأممهم .
سمات الشخصية اليافعة :
للتعرف على هذه السمات يجب دراسة علم اليفاعه من خلال ثلاث مجالات
1- السلوك : نبدأ بالعناد والذي قد يتحول إلى طموح جامح يتجلى في الحياة المدرسية أو العاطفية أو السياسية أو العائلية وهنا نلاحظ أهمية الدور الكبير الذي يمكن ان تمارسه منظمات أو مؤسسات في شخصية اليافع بهدف دفعها باتجاه تضع أسسه هذه المنظمات . واليافع يجد نفسه أمام أسئلة كثيرة من قطاعات متعددة ( الدين ، الفلسفة ، الحب ، العلاقات العاطفية ، الممارسة السياسية والاجتماعية ) أي على اليافع ان يأخذ موقفا منها ، ومن هنا تظهر أهمية هذه المرحلة إلى درجه أنها قد تطبع بطابعها لسنوات طويلة شخصية اليافع .
2- القيم : تقف مسألة القيم في موقع مهم أيضا من عملية تكوين ( اليافعين ) بعد ان تبلورت في سياق العمل التربوي والتعليمي والبحث العلمي وتقوم بعدة وظائف . تتمثل أولها في منح اليافع الوعي بشرعية انجازه وسلوكه وموقفه وتنطلق الثانية من الأولى لتحدد لليافع الأدوار التي يتعين علية ان يلتزمها وتبقى القيمة الثالثة لتتمم سابقتها وهو دور التأسيس الايدويولوجي للجانب الفئوي والطبقي المهيمن في المجتمع مع العلم ان فئة اليافعين تندرج في كل تلك المستويات المذكورة وتتأثر بها (عبر المدرسة والمنظمات والمؤسسات ) التي يمكن ان تكون ذات طابع مثمر مبدع أو ذات أفق أخطبوطي يلتهم شخصية اليافع عبر تنميطه .
3- مخاطر على صعيد اليافعين : وما يمثله من مخاطر النظام العالمي الجديد من اختراق اليافعين العرب خصوصا في هذه المرحلة عبر كل أنماط الفساد ومن أدواته بعض القنوات الفضائية التي تناط بها وظيفتين ( الترغيب) في الانخراط بعالم جديد كسبا للمتعة وإشباعا لغرائزهم (والترهيب) باستعراض القوة الأمريكية القاهرة التي على الجميع ان يعرفوا حدودهم بحدودها . ولم تعد الأسرة وحدها المؤسسة التربوية الوحيدة التي تنشئ الطفل بعد ان تداخل دورها مع ادوار رسمية وغير رسمية .. وعلى هذا فان القيم التي يستقيها الأبناء بدءا من الطفولة المبكرة من كل هذه المصادر هي وحدها كفيلة بتزويدهم بالخبرات الضرورية لدخول مرحلة اليفاعه بشخصية سليمة ومتزنة مع أهمية دور الثقافة الجنسية وأهميتها لليافع الذي يمر بمرحلة التغيير وبمرحلة حرجه تثير لديه الكثير من التساؤلات .
4- العولمة : من المؤكد إنّ أحساس اليافعين والشباب بقوة هذا الواقع الجديد هو الذي يدفعهم إلى الانبهار به واتخذاه قدوه باعتباره وسيلة الخلاص من الأوضاع الصعبة وفرصه للانفتاح على العالم ، لذلك مهما بدت لنا المظاهر الخارجية مقلقة فأن البنى الداخلية لأبنائنا تظل قوية إذا ما كانت الثوابت القيميّة متجذرة في النفوس ويجب ان نتجه لأبنائنا وننمي لديهم مهارة الحوار مع الحضارات الأخرى لنجعلهم يدركون ان هناك ثوابت وقيم راسخة لا بد من التشبث بها مع الاستعداد للتخلص من الرواسب التي تعوق تقدمنا واعترافا بالمستجدات والتعامل معها بوعي وثقه. وضرورة إعادة النظر في نظامنا التربوي الثقافي انطلاقا من هويتنا القومية محافظين في الوقت نفسه على البعد الإنساني الخالي من التعصب مع التأكيد على ان المشاركة الايجابية في العولمة هي القدرة على التكيف والتعامل مع الأخر وليس الذوبان فيه ..
5- الإعلام ودورة الحاضر الغائب : نرى ان وسائل الإعلام الغربية تروج لقيم وثقافات تتعارض مع قيمنا وتهدد أبنائنا في هويتهم وثقافتهم بسبب عجز إعلامنا عن إيجاد هوية خاصة فيه مما يدل على أننا ما زلنا مجتمعات متلقية ومستوردة ومبهورة للثقافات الغربية التي تقدم في قوالب جذابة تستهوي الناشئه وتتفق مع تطلعاتهم الجديدة ، وتحترم ذكائهم وفطنتهم في حين ما زلنا نرى فيهم فئة ساذجة ووعاء فارغا .
6- الديمقراطية : هنا نتساءل عن تأثير النظم السياسية العربية على الناشئه وعن دورها في زرع ثقافة الخوف لتدفع اليافع إلى الانزواء وتعوق تفاعله مع المجتمع .. مما يجعلهم يعانون صراعا داخلي صعبا فهم من جهة يعيشون في ظل نظام تربوي قمعي لا يمكن ان يترسخ فيه مفهوم الديمقراطية بمفهومها الواسع ومن جهة أخرى يعيشون في نطاق مجتمع أبوي ينظر إلى الاحترام على انه الطاعة المطلقة ، وفي الوقت نفسه يتعرضون لأفكار وآراء مغايرة للعلاقات بين الأفراد وداخل الاسره والمجتمع عبر هذا الانفتاح الإعلامي اللا محدود.
باحترام املي القضماني
الجولان العربي السوري المحتل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...