خاطرة ُ الصباح : 19/03/2022 :
قبسات ٌ من نور ٍ(مكانة ُ رسولِنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قلوبنا):
الائتمار بأوامِرِ النبي صلى الله عليه وسلم والانتهاء وتجنبِ نواهيه(1) : بحث بقلم ِ:حسين نصر الدين .
عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر، قال : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافُهم على أنبيائهم . رواه البخاري ومسلم
وهذا حديثٌ عظيمٌ من جوامع الكلم ، كلمات قليلة جامعة: ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه هذا يدل على أصلٍ عظيمٍ ، وأنَّ ما نهى عنه الرسولُ يجب اجتنابه ، وأنه محرم ، الأصل في النَّهي التَّحريم ، هذا هو الأصل ، إلا إذا دلَّ دليلٌ على أنه للكراهة ، وإلا فالأصل أنه للتَّحريم ؛ لقوله ﷺ: ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه ؛ ولقول الله سبحانه: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.)الحشر:7 ، علينا أن ننتهي عمَّا نهانا عنه ، وعلينا أن نفعل ما أمرنا به، وأن نقبل ما جاء به من تحليلٍ أو تحريمٍ، نقبله لأنَّ الله يقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، ويقول سبحانه: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ النساء:59 ، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ النساء:80
فعلينا أن نجتنب ما نهى عنه ، وأن نمتثل ما أمرنا به ، وهذا هو الأصل ؛ وجوب الامتثال للأوامر، والامتثال للنواهي ، فالمنهي عنه يُترك ، والمأمور به يُفعل ، إلا إذا دلَّ دليلٌ على أنَّ الأمر ليس للوجوب ، أو أن النهي ليس للتحريم ، بل للكراهة ، وإلا فالأصل هو هذا؛ وجوب الامتثال لأوامره ونواهيه عليه الصلاة والسلام ، ما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم ، يُؤدَّى المستطاع: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا البقرة:286
وهكذا المحرم إذا اضطر إليه الإنسانُ يجتنب إلا عند الضَّرورة ، كما قال تعالى: و َقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ الأنعام:119 كالميتة للضَّرورة .
وهكذا ما أمر الله به ورسوله يُؤدَّى مع الاستطاعة : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ التغابن:16 ، فإذا عجز عن الصلاة قائمًا يُصلي قاعدًا، وإذا عجز عن القعود صلَّى على جنبه . وللحديثِ بقية ٌ إذا كانَ في العمر بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق