الاثنين، 28 مارس 2022

هَاجَرَ أَحَدُ الشَّبَابِ// بقلم الكاتب : د/ يوسف صافي الجيل


 هَاجَرَ أَحَدُ الشَّبَابِ المَغَارِبَةِ إِلَى إِسْبَانِيَا خِلْسَةً ، فَنَفِدَتْ نُقُودُهُ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، وَحَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ وَهُو يُرَاوِحُ فِي مَكَانِهِ عَلَى تِلْكَ الحَالِ ، فَجَاءَهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَحَدُ اليَهُودِ مُتَنَكِّراً ، وَعَلَيهِ سِمَاتُ التُّقَى وَالوَرَعِ ، فَقَالَ لَهُ: أَ تَبْحَثُ عَنْ عَمَلٍ ؟ فَفَرِحَ المَغْرِبِيُّ وَقَالَ لَهُ: نَعَمْ . 

فَأعْطَاهُ طَبْلَةً ، وَاقْتَادَهُ إِلَى أَحَدِ الأَحْيَاءِ ، وَقَالَ لَهُ: تَعْمَلُ مُسَحِّراً (مُسَحَّرَاتِيًّ) فِي هَذَا النَّهْجِ ، وَفِي نِهَايَةِ الشَهْرِ المُبَارَكِ تَأْتِينِي إِلَى نَفْسِ المَكَانِ الَّذِي تَقَابَلْنَا فِيهِ وَتَقْبِضُ حِسَابَكَ كَامِلاً . 

وَتَرَكَ عِنْدَهُ الطَّبْلَةَ وَذَهَبَ ، فَقَامَ المَغْرِبِيُّ لِعَمَلِهِ مِنَ اللَّيْلَةِ الأُوْلَى ، وَرَاحَ يَقْرَعُ وَيُنَادِي بِنَشَاطٍ، فَاتَّضَحَ أَنَّهُ حَيٌّ لِلنَّصَارَى .

                    تأليف د/ يوسف صافي الجيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق