هَاجَرَ أَحَدُ الشَّبَابِ المَغَارِبَةِ إِلَى إِسْبَانِيَا خِلْسَةً ، فَنَفِدَتْ نُقُودُهُ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، وَحَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ وَهُو يُرَاوِحُ فِي مَكَانِهِ عَلَى تِلْكَ الحَالِ ، فَجَاءَهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَحَدُ اليَهُودِ مُتَنَكِّراً ، وَعَلَيهِ سِمَاتُ التُّقَى وَالوَرَعِ ، فَقَالَ لَهُ: أَ تَبْحَثُ عَنْ عَمَلٍ ؟ فَفَرِحَ المَغْرِبِيُّ وَقَالَ لَهُ: نَعَمْ .
فَأعْطَاهُ طَبْلَةً ، وَاقْتَادَهُ إِلَى أَحَدِ الأَحْيَاءِ ، وَقَالَ لَهُ: تَعْمَلُ مُسَحِّراً (مُسَحَّرَاتِيًّ) فِي هَذَا النَّهْجِ ، وَفِي نِهَايَةِ الشَهْرِ المُبَارَكِ تَأْتِينِي إِلَى نَفْسِ المَكَانِ الَّذِي تَقَابَلْنَا فِيهِ وَتَقْبِضُ حِسَابَكَ كَامِلاً .
وَتَرَكَ عِنْدَهُ الطَّبْلَةَ وَذَهَبَ ، فَقَامَ المَغْرِبِيُّ لِعَمَلِهِ مِنَ اللَّيْلَةِ الأُوْلَى ، وَرَاحَ يَقْرَعُ وَيُنَادِي بِنَشَاطٍ، فَاتَّضَحَ أَنَّهُ حَيٌّ لِلنَّصَارَى .
تأليف د/ يوسف صافي الجيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق