السبت، 26 فبراير 2022

سُورَة ُ الحجراتِ أوامرٌ ونواه ٍ: آدابُ سورةِ الحجراتِ(8 من 10) : بحثٌ وإعداد بقلم : حسين نصر الدين


 خاطرة ُ الصباح : 26/02/2022 :

سُورَة ُ الحجراتِ أوامرٌ ونواه ٍ: آدابُ سورةِ الحجراتِ(8 من 10) : بحثٌ وإعداد بقلم : حسين نصر الدين (النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة من مصادِرِها(باقي شرح ِ الحديث ِ القُدْسي : " حُسْن الظنِ بالله وافتقارُ الخلق إلى الله وغِناهُ عنهم) :

افتقار الخلق إلى الله :

ثم بين جل وعلا أن الخلق كلهم مفتقرون إليه سبحانه في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في شؤون دينهم ودنياهم ، وأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئاً ، فالهداية من الله ، والرزق بيد الله ، والمغفرة من عند الله ، ومن لم ْ يتفضلْ اللهُ عليه بالهدايةِ والرزق ِ فإنه يَحرمُهما ، ومن لمْ يتفضلْ اللهُ عليه بمغفرةِ ذنوبهِ أهلكتْهُ خطاياه ، ولذلك فإن الله يحبُ أنْ يسألَه العبادُ جميع مصالح دينهم ودنياهم من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة ، وفي الحديث:  (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع) رواه أبو يعلى وغيره وحسنه بعض أهل العلم ، وكان بعض السلف يسألُ الله في صلاتِه كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته  .

غنى الله عن خلقه :

ثم بيَّنَ جل وعلا غناه عن خلقه ، وأن العباد لا يستطيعون أن يُوصِلُوا إليه نفعاً ولا ضراً ، بل هو سبحانه غني عنهم وعن أعمالهم ، لا تنفعُه طاعةُ الطائعين ولا تضرُه معصيةُ العاصِين ، ولكنَّه يحبُ من عباده أن يَّتُقوه ويُطيعُوه ، ويكرهُ منهم أن يُعصُوه ، مع غناه عنهم ، وهذا من كمال جوده وإحسانه إلى عباده ، ومحبتِه لنفعهم ودفع الضر عنهم ، قال سبحانه : (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد (فصلت: 46

خزائنُ الله لا تنفدُ :

ثم بين سبحانه كمال قدرته وسعة ملكه ، وعظيم عطائه ، وأن خزائنه لا تنفذ ، ولا تنقص بالعطاء ، ولو أَعْطَى الأولين والآخرين من الجن والإنس ، جميع ما سألوه في وقت واحد ، وفي ذلك حث ٌ للخلقِ على سؤاله وحده ، وإنزال حوائجهم به ، وفي الصحيحيْن عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال (يد الله ملأي لا تغيضُها نفقةُ سحاءٍ الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لمْ يغضِ أيْ لمْ ينقصْ   ما في يمينه) .

إحصاءُ الأعمالِ :

ثم ختم الحديث ببيان عدله وإحسانه على عباده ، فبين أنه يُحْصِي أعمال العباد ثم يُوفيَهم أجورها وجزاءها يوم القيامة ، فإن وجد العبد في صحيفته أعمالاً صالحة ، فهي محضُ إحسانٍ وتفضلٌ منه جل وعلا ، حيث وفق العبد إليها وأعانه عليها ، ووفَّاهُ أجرها وثوابَها ، ولذلك استحق الحمد والثناء ، وإن وجد غير ذلك فليُوقِنَ أن الله عامله بالعدل ولم يظلمْه شيئا وإن كان هناك من يستحقُ اللومَ فهي النفس التي أمَرَتْه بالسوء وسوَّلَتْ له المعصية والذنب  وللحديثِ بقية إذا كانَ في العمرِ بقية ً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...