الجمعة، 11 فبراير 2022

ابحارا فى قصيدة (ظلام المهجر) للشاعرة د. مها يوسف نصر // تحليل و نقد /د . مسعد الغنام


 
‎ظلام المهجر.

كم اقَضّي الليل والنَّاس نيام. ساهرة مابين شكوى وأنين.
أرقب الشهب بطيات الظلام. آه ما أطول ليل التائهين.
قد ملأه الوجد والهمّ الجُسام. والجوى القاتل والداء الدفين.
وإذا القلب به الهمّ أقام. ليس يهديه بكاء وحنين.
أنا ماكنت لأحظى بالمرام. وفوأدي في لظى الحزن سجين.
وحياتي كل مافيها خصام. وظلام الليل قاسٍ لا يلين.
قد تجلّت فيه آيات السقام. لا علاج يشفي الوجد الكمين.
ومتى يهجع قلبي أو ينام. وهو في الهجران ياليل حزين. @-@-@-@-@-@-@-@
-- مها نصر --‎
بسم الله الرحمن الرحيم
ابحارا فى قصيدة (ظلام المهجر) للشاعرة د. مها يوسف نصر من سوريا وتحليل نقدي بعمق النص لها.
**المقدمة**مزيج مدمج بين الذات والموضوع فى حوار وصفي خالط الوجدان وحس الروح فى الوصف فكانت الذات الروحية مطابقة للإحساس والشعور ولذا أخذت الذات صفة الموضوع فأعطت رموزا للوصف الذي كان الصانع والمحرك لها فى اللغة مع الإنسيابية في الإسترسال ولذلك أرست قواعد المصداقية وعلو الهمة والإحساس في صدق الرسالة وما أرادت أن تعبر به بجياشة من أخيلة متوازنة بعاطفة وعقلانية فكر ومحبة للشاعرة في قالب لغوي لنظم القصيدة.
**البناء الفنى المخبوء للعنوان**وهو البداية الرئيسية لكل عمل أدبى واللغز الساحر دائما في أعين القراء وأول مايدخل العقل ويسكن الوجدان وهو المبحث الذي يندرج على رأس النص ليدل على معناه والدال على الفحوى الجميل العميق والسطحى الخفى والرمزى ومنطلق البداية للغوص فى النص وعنوان (ظلام المهجر) عنوان مؤثر يدل على المعاناة والقسوة وصعوبة مايلقي منه سواءً كان للمحب الهاجر أو ان كان للوطن ولذلك جاء العنوان جذاب يشد الإنتباه لمعرفة ماذا تقصد الشاعرة من تلك العنوان وما تصبوا إليه من هدف وما هي الرسالة التي تريد إيصالها من خلاله لكل متلقى،
**( المصطلحات)**سياق نظمي مقفي موزون على بحر الرمل متفرد به إرسال وإستقبال ودلائل وإخبار للنفس والغير متسع الأفق والخيال شامل الإستدراك وأفى الفكر جياش العاطفة متوازن مع العقل يخبر برسالة واضحة المعني. **(تركيب البناء الوظيفي للنص ورؤية الناقد)**نص تفعيلة نظمي متماسك السرد واضح المعني متبحر الخيال وأفى مراد الشاعرة فيه عزة وأنفة وإباء على بحر الرمل بدأت فيه الشاعرة بكلمة كم إستفهامية العدد مجهولة الرقم لتدل على إن ماتعانيه لايقدر بعدد متسائلة كم اقضى الليل والناس نيام ساهرة مابين شكوى وأنين وهذا يدل على معاناتها فى هجر الوطن وهى وحيدة ساهرة ليلا تشكوا مع نفسها وأغلب الناس دونها نيام قد لا يحسوا بهمومها ومدى أنينها والألم الناتج والملم بها من فرقة الوطن والأهل والأحباب وهجر الوطن الغالى مراقبة في ذلك الشهب مع طبقات الظلام الدامس وتصرخ في أنين من طول الليل عليها والتائهين أمثالها والمشردين من أوطانهم ومعنى الشهب هنا معنى بلاغى جميل حيث أن الشهب هى مخالطة الشعر بياضه بسواده وايضا التغيير بين الحر والبرد والشعلة الساطعة من النار ومنها الشهب الكواكب المحترقة والساقطة من السماء فى ظلام الليل العجيب وقد امتلأ هذا الليل بالوجد والهم الجسام والوجد هو حزن القلب الكامن به والمدفون فيه ومنه والجوى القاتل والداء الدفين أى شدة العشق للوطن وما يورثه من حزن مما أصابه بالمرض والبكاء لم يهدى روع قلبها وهي مازالت يعتصرها الحنين والشوق ثم تقول انا ماكنت لأحظى بالمرام أى بالطلب هذا وفؤادي فى لظي الحزن سجين ومعنى اللظي التوقد والتلهب كلهيب النار الخالص الذي لا دخان له حتى صارت حياتها خصام وظلام قاس لايرق ولا يلين وبذلك وضحت وتجلت فى آيات السقام أى علامات المرض وأصبحت لاعلاج لها يشفيها من الوجد وهو حزن القلب الذي صار يرد عليها دون تكلف وتصنع من فزع أو غم أو رؤية معنى من أحوال واهوال الأخرة أو اللهب المتأجج دون شهود عارض للقلق ومتى يهجع أو يخلد ويستكين القلب أو ينام وهو هاجر للوطن وبعيد عنه ومن ذلك هو دائما فى هذا الليل حزين لتحكى لنا عن نفسها وعن وعن كل المهجرين من أوطانهم ومدي الألم الذي يعتصر قلوبهم وقد جاءت كلمات الشاعرة الدلالية بحس عالى ومشاعر فياضة بفصاحة لغوية فيها قوة وجزالة ومعنى في تعبير شيق جميل.
**( الصور الشعرية)**عج النص بالزيد منها بإرتشاف رحيق الكلمات مع تجاوز لذة المتعة والتشويق في صور بلاغية جميلة معبرة وأخيلة مشوقة وتجانس راقي وقيم.
**( العبارات)**جميلة ارتكزت على الإستعارات بأنواعها من طباق وجناس وأخيلة متوائمة مما جعل النص كلوحة مبهرة وكلحن موسيقى هامس أطلقتها الشاعرة عبر براعة فائقة فى نسيج متماسك شمل الروح والوجدان والعقل وشفافية المشاعر المطلقه.
**( الإسلوب)**أسلوب فني إيقاعي استخدمت الشاعرة فيه الإظهار والإخفاء في جمل انشائية واخري خبرية جزيلة المعنى كما تميزت بإختيار المفردات والتراكيب القوية التي جادت بإخيلة وصور بيانية تجعل المتلقى يدخل ويتعمق بأجواء النص ليعانق فيه المحسوس والملموس والمراد منه بأريحية وتمعن.
**( توظيف التراث والمحسوسات**) استخدمتها الشاعرة ووظفت احساسها في صياغة العبارات وفي حبكة فنية فريدة أوصلت من خلالها رسالتها والمراد والهدف من النص بتلقأئية وجمال
**( التلازمات. الأفعال. المفردات, المحسنات)**جميعها حفل النص بها وأدت الي شمولية المعني فى تعبير سديد صائب المضمون للنص ومنها((أنين. الشهب. الوجد. الجوي. الداء, مرام, لظي, يهجع. الخ الخ الخ.
**( الأداء الفنى)**ممتاز وقد جاء على أسس مدارس الشعر المتعارف عليها والنص من بحر الرمل فيه جزالة بلاغية ومضمون معني وهدف رسالة وجياشة مشاعر وفكر قيم أضاف الجمال وشمل العناصر في توازن عروضي ونظم جيد فائق المعني اللغوي بجهد طيب نشكر الشاعرة عليه ونتمنى لها التقدم والرقى.
**( السياق التركيبي للنص)**نص متوازن موزون على بحر الرمل ذو تفعيلة مقفاة استرسلت فيه الشاعرة بإفاضة عن هجر الوطن وعبرت فيه بالصور والأخيلة التى راقت لها وجاشت بصدرها وقد أصابت المضمون بقوة وثبات بالصور الشعرية الجميلة الجزيلة المعني فى قالب ممتاز به تواصل للمعنى خالى من الأخطاء إلا خطأ فد يكون مطبعى كتبت كلمة (فوأدي) والصحيح (فؤادي) إلا إنه لا يخل بالمعنى وفى هذا المجال والمقام أتقدم بالشكر الجزيل للشاعرة على هذه اللفتة الشعرية الطيبة وطبعاً دائما نقول أن الكمال لله واحدة وتحيانى وعظيم شكرى وإمتنانى للشاعرة د. مها يوسف نصر وخالص تحياتى الناقد الأدبي د/مسعد الغنام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجراس النذالة// بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع

 أجراس النذالة قل وما آمنت يا أبا رفيع كرامة أردت ولم تجبك (إيماك) أمن الكرامةِ أن تُقبَّلَ أرجل عند (التوب) وينتفى الإحساسُ؟؟ كم منهم بالان...