الثلاثاء، 15 مارس 2022

إعلام الخلف ب أعلام السلف // بقلم الكاتب : د. عيسى السلامي

 إعلام الخلف ب أعلام السلف

فارس بيك الخوري (20 نوفمبر 1873م - 2 ديسمبر 1962م). - - رجل دولة سوري مسيحي، كان وزير ورئيس وزراء ورئيس برلمان والأب الروحي للسياسة السورية المعاصرة.
-ولغوية لقب الخوري يعني رجل الدين، وهو بالتالي يدل على أن (أصول أية عائلة تتسمى به كانت تتصل بهذه المهنة).
ويتصل بهذه الجزئية اللغوية بعض السياسيين والمشاهير البارزين ويحملون هذا اللقب وعملوا في الصفوف الأولى من السياسة العربية وفي الأدب.
وهم رئيس الوزراء رئيس مجلس النواب السوري الأستاذ فارس بيك الخوري (1873 ـ 1962).
ثم الرئيس اللبناني : بشارة خليل الخوري (1890 ـ 1964).
أما الشاعر اللبناني الذي يحمل نفس الاسم والملقب بالأخطل الصغير، فهو بشارة عبد الله الخوري (1884 ـ 1968).
ثم جورج إبراهيم الخوري (1922 - 19 مارس 2006م وهو صحافي وإذاعي لبناني، ورئيس تحرير مجلة الشبكة الفنية اللبنانية لسنوات طوال، وهي إحدى المطبوعات التي تصدر عن دار الصياد في لبنان.
-ولد فارس بيك الخوري في قرية الكفير التابعة حاليا لقضاء حاصبيا (حالياً بلبنان، التي كانت آنذاك جزءاً من سوريا).
-والده يعقوب بن جبور الخوري نجارا بروتستانتيا يملك بعض الأراضي الزراعية في قريته.
-تلقى فارس تعليما مدنيا والتحق بالكلية السورية في بيروت (الجامعة الأمريكية الآن) لكن تفوقه المُبكر دفع الأساتذة الأمريكان إلى تعيينه مدرسا في مدرستهم الابتدائية في قرية مجدل شمس (1896) ثم نقلوه إلى مدرستهم الأخرى في صيدا وذلك على نحو ما كان أسلافهم في المدرسة الأمريكية في صيدا قد عينوه من قبل مُدرسا في مدرستهم في قرية زحلة.
-تولى الأستاذ فارس بيك الخوري رئاسة وزراء سوريا مرتين الأولى كان فيها بمثابة ثاني رؤساء الوزارة في العهد الأول من رئاسة شكري القتلى، الذي بدأ في 1943م، وقد رأس هو الوزارة في 14 أكتوبر 1944م و حتى 1 أكتوبر 1945م، حيث خلفه سعد الله الجابري الذي كان سلفه كما أصبح خلفه أي أن وزارة الأستاذ فارس الخوري الأولى وقعت بين وزارتي سعد الله الجابري الأولى والثانية، وقد استمرت هذه الوزارة قرابة عام.
أما المرة الثانية التي رأس فيها الوزارة فكانت في العهد الثاني للرئيس هاشم الأتاسي، وكانت لمدة 100 يوم ما بين 3 نوفمبر 1954م و13 فبراير 1955م، خلفاً في هذا المنصب للرئيس محمد سعيد الغزي، أما الذي خلفه فكان صبري العسلي، ومن الجدير بالذكر أن العسلي نفسه كان قد أصبح وزيراً لأول مرة في وزارة الأستاذ فارس الخوري الذي يكبره بستة عشر عاما.
والأستاذ فارس الخوري هو السوري الوحيد الذي حصل من مصر على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية مع أستاذ الجيل الأستاذ أحمد لطفي السيد (1872 ـ 1963) ومن الطريف أن عمره أصغر من عمر الأستاذ لطفي السيد بسنتين فقد ولد بعده بسنة وتوفي قبله بسنة.
-في عام 1914، انتخب نائباً عن دمشق في المجلس العثماني، بعد تاريخ من النضال ضد العثمانيين وضد الفرنسيين.
-إرتقاء الخوري لأعلى مصاف السياسة السورية كان مثار اعجاب، لكونه مسيحياً وهو دلالة على روح التسامح السائدة آنذاك. ومنصبه كرئيس وزراء هو، حتى اليوم، أعلى منصب لسياسي مسيحي سوري.
ترجع شعبية فارس الخوري بين ناخبيه إلى مواقفه القومية والوطنية والعلمانية. ولكونه قومي سوري، فلم يقايض على مبادئه ،وقد خدم بلاده طيلة 50 سنة.
من مأثره الخالدة..
-كان المدافع الشرس في الأمم المتحدة عن إستقلال سورية عن فرنسا، وحادثة جلوسه الشهيرة مكان المندوب الفرنسي الذي استشاط غيظاً منه، فرد عليه ذلك الرد التاريخي : إنك لم تتحمل أن أجلس على طاولتك لنصف ساعة، كيف تقبل أن تجلس جيوشك في بلدنا مايزيد عن خمس وعشرون عاماً... ونال أثرها على قرار استقلال سورية وخروج الإنتداب الفرنسي.
-عندما أبلغه( الجنرال غورو) أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق ، فما كان منه إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره, وقال :
" إذا كانت فرنسا تدعي أنها إحتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين ، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله ".
فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة، في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا" وخرج أهالي دمشق المسيحيين يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله ….
لم يكونوا مسلمين ولا مسيحيين ولكن كل أبناء الوطن.
-والاستاذ فارس مؤسس معهد الحقوق العربي ، وساهم في تأسيس المجمع العلمي العربي.
والأغرب في مسيرته أنه أستلم مهمة (وزير الأوقاف الإسلامية ١٩٤٤م) حيث دافع عنه النائب عبد الحميد الطبّاع آنذاك قائلاً :
"إننا نؤمن بك على أوقافنا ، أكثر مما نؤمن أنفسناً.
-في إحدى محاضراته التي كان يلقيها في جامعة دمشق ، دخل طالبٌ متأخرا" عن المحاضرة ، فسأله عن سبب تأخره ، ولكن الطالب ارتبك وتقدّم من المنصّة ليشرح للأستاذ بأن سبب تأخره ، هو أنه يشتغل فحّاما" في الليل ليحضر المحاضرات في النهار .. عندها أمسك الأستاذ بيد الطالب وقبلها أمام الطلبة !.
وهو جد الروائية السورية كوليت خوري.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏حجاب‏‏ و‏نص مفاده '‏إعلام الخلف ب أعلام السلف د.عیسی السلامي‏'‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

 غارق بهواكِ ــــــــــــــــــ مذ كان قلبكِ زهرة في كمِّها أضحتْ يدي بحنانها ترعاكِ والقلب يهواكِ يشم عبيركِ يحنو عليكِ من نسيم هواكِ لما ت...